توقع سكوت ليفرمور، كبير الخبراء الاقتصاديين المدير العام في «أكسفورد إيكونوميكس الشرق الأوسط»، تسارع النمو الاقتصادي في الإمارات إلى 4.8% خلال العام المقبل.

وقال سكوت، وهو أيضاً المستشار الاقتصادي لمعهد المحاسبين القانونيين، لوكالة أنباء الإمارات، إن النمو الاقتصادي يأتي مدعوماً بالأداء القوي من الاقتصاد غير النفطي، الذي من المتوقع أن يواصل أداءه القوي، وينمو بنسبة 4.6% على أساس سنوي خلال العام الجاري.

نمو واسع

ويرى سكوت أن القطاعات غير النفطية، ومن بينها السياحة والسفر، ستحقق نمواً واسع النطاق، وتكون من العوامل الداعمة الأساسية لنمو الاقتصاد الإماراتي، مشيراً إلى ارتفاع عدد زوار دبي وحركة المسافرين عبر مطار دبي الدولي إلى مستويات قياسية، متوقعاً أن تستمر أعداد الزوار في الارتفاع بقوة، مع نمو مقدر بأكثر من 20% هذا العام، على أن تحقق نمواً مرة أخرى برقم مزدوج في العام 2025.

وأوضح أن اقتصاد الإمارات نجح في مواجهة التحديات والصعوبات العالمية، خاصة أسعار الفائدة المرتفعة، مدعوماً بالدعم الحكومي الاستراتيجي مع الاستمرار في تنفيذ خطط النمو وتنويع الاقتصاد، مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في تحقيق تنويع كبير باقتصادها، بعيداً عن النفط على مدى العقدين الماضيين، مع الاتجاه نحو تعزيز النمو والاستدامة في القطاعات غير النفطية.

نشاط قوي

وتوقع سكوت أن يكون النشاط الاستثماري في الإمارات قوياً خلال الفترة المقبلة، مع تنفيذ العديد من المبادرات والخطط الاستراتيجية، ومن بينها «نحن الإمارات 2031»، وأجندة دبي الاقتصادية «D33»، إلى جانب العديد من الاستراتيجيات الأخرى.

مشيراً إلى أن الإمارات تواصل العمل على زيادة جاذبيتها للمستثمرين والمواهب الأجنبية، من خلال خطط وبرامج مثل السماح بتملك الأجانب للشركات المحلية بنسبة 100% وخفض تكاليف تأسيس الشركات.

ولفت إلى أن النمو السكاني في الدولة انعكس بشكل ملحوظ على سوق العقارات. وأوضح أنه من المتوقع أن تبقى السوق العقارية في الإمارات قوية مع دخول مشروعات ووحدات جديدة إلى السوق، وأن تحقق قطاعات أخرى مثل السفر والسياحة والتكنولوجيا الرقمية والتمويل والاستثمار أداءً قوياً، باعتبارها من القطاعات الاستراتيجية ومحركاً رئيساً للنمو.

قطاعات مبتكرة

وأوضح أن صناع السياسات في الإمارات يركزون كذلك على القطاعات المبتكرة والناشئة في القطاعات المالية والإبداعية والتصنيعية وغيرها، وهو ما يؤهلها لمزيد من النمو إلى جانب القطاعات التي تستفيد بشكل رئيس من النمو السكاني، وعلى رأسها العقارات والتعليم.

ورداً على سؤال حول توقعاته لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، قال سكوت إنه من المتوقع أن يتضاعف النمو الاقتصادي إلى أكثر من 4.4% خلال عام 2025، وأن يبلغ النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط نحو 2.1% في 2024، على أن يتسارع بقوة إلى 3.7% في عام 2025.

ويرى كبير الخبراء الاقتصاديين المدير العام في «أكسفورد إيكونوميكس الشرق الأوسط» أن الاقتصادات غير النفطية ستستمر في النمو بدول مجلس التعاون الخليجي، مرجحاً أن تحقق الميزانية الإجمالية لدول المجلس فائضاً، مشيراً إلى أن الوضع المالي الإجمالي لهذه الدول قوي، وهو ما ينعكس في التصنيفات الائتمانية الإيجابية، ما يسمح لها بالوصول إلى التمويل من خلال أسواق رأس المال والاكتتابات العامة الأولية.

وحول توقعاته لأسعار الفائدة العالمية، قال سكوت إن الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة الشهر الجاري، كما كان متوقعاً، مع تحول تركيزه إلى سوق العمل بدلاً من التضخم؛ إذ لم يعد يركز بشكل كامل على التضخم.

وباتت المخاطر التي تهدد سوق العمل في مرمى نظره، متوقعاً أيضاً أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية 2024، و150 نقطة أساس بحلول نهاية 2025، لافتاً إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تكون أكثر حدة إذا تدهور سوق العمل بشكل أكثر وضوحاً مما نفترض.

وتوقع سكوت أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.7% هذا العام والعام المقبل، مؤكداً أنه لا أساس من الصحة للمخاوف المتزايدة من احتمال دخول الولايات المتحدة في ركود؛ إذ تظهر البيانات الصادرة مؤخراً أنها ستظل متسقة مع تباطؤ أكثر تنظيماً وهادئاً في النمو.

* الإمارات نجحت بتحقيق تنويع كبير في اقتصادها بعيداً عن النفط على مدى عقدين

* السياحة والسفر يحققان نمواً واسع النطاق وهما من العوامل الأساسية الداعمة للنمو 

 

شاركها.
Exit mobile version