بحثت دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإيطالية اليوم في ميلانو آليات تعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية وتحفيز المزيد من الاستثمارات المتبادلة في العديد من قطاعات الاقتصاد الجديد لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة والتكنولوجيا المالية بما يسهم في توفير مزيد من الفرص الاستثمارية الجديدة لاستدامة النمو الاقتصادي من خلال تعزيز التعاون وإبرام الشراكات بين مجتمعي الأعمال وكبرى الشركات في البلدين الصديقين بمشاركة القطاع الخاص.
فقد عقد معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد الذي يترأس وفد الدولة إلى إيطاليا عدداً من اللقاءات الثنائية مع وزراء ومسؤولين في الحكومة الإيطالية إضافة إلى اجتماعات الطاولة المستديرة مع رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين لاستعراض الفرص الاستثمارية الحالية والمستقبلية في مختلف القطاعات وذلك ترجمة لإعلان البلدين الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى شراكة استراتيجية.
ودعا معاليه مجتمع الأعمال والشركات الإيطالية إلى الاستفادة من المزايا والحوافز التي يقدمها الاقتصاد الوطني للنمو والتوسع في أسواق الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومن بينها منصة الاستثمار العالمية “إنفستوبيا” التي تستهدف صناعة الفرص وتمكين استثمارات المستقبل إضافة إلى اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أبرمت الإمارات تحت مظلتها 4 اتفاقيات مع الهند وإسرائيل وإندونيسيا وتركيا، وبصدد التوقيع مع مجموعة من الأسواق الاستراتيجية المستهدفة خلال المرحلة المقبلة.
وبحث معالي عبد الله بن طوق المري سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات مع عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة الإيطالية وهم “أنطونيو تاجاني وزير الخارجية الإيطالي وجيانكارلو جيورجيتي وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي ودانييلا سانتانكي وزيرة السياحة الإيطالية وإيناسيو لا روسا رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي“.
وأكد معالي عبد الله بن طوق المري أن علاقات التعاون الوثيقة بين الإمارات وإيطاليا ترتكز على رصيد كبير من الشراكة التاريخية والاستراتيجية ويعد الاقتصاد أحد محركاتها الرئيسية لدفع مسارات التعاون الاقتصادي المشترك إلى مستويات غير مسبوقة.
وقال معاليه إن زيارة وفد الدولة بمشاركة 50 ممثلا عن القطاعين الحكومي والخاص من المستثمرين ورجال الأعمال إلى الجمهورية الإيطالية الصديقة يهدف إلى تكثيف زخم العلاقات الاقتصادية والتجارية وتحفيز تدفق الاستثمارات المتبادلة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بالارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى شراكة اقتصادية شاملة تخدم مجتمعي الأعمال وتعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لكلا البلدين.
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات وجمهورية إيطاليا ترتبطان بعلاقات وروابط تاريخية عميقة ومتينة تشهد تطورا مستمرا بدعم ورعاية من قيادتي البلدين الصديقين نحو مستويات أكثر زخماً من الشراكة على الصعد كافة من أجل تحقيق مزيد من النماء والازدهار لشعبيهما الصديقين.
ونوه معالي عبد الله بن طوق إلى أن الإمارات وإيطاليا تجمعهما رؤية مشتركة تجاه العديد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي تقوم على تغليب الحوار واللجوء إلى الدبلوماسية البناءة لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية.
وشدد معاليه خلال اللقاءات على أهمية الجلسة التي تطلقها منصة الاستثمار العالمية “إنفستوبيا” غدا في مدينة ميلانو الإيطالية في تحفيز الاستثمارات وتشجيع مجتمعات الأعمال على استكشاف المزيد من الفرص الواعدة في قطاعات الاقتصاد الجديد موجهاً الدعوة إلى وزير الخارجية الإيطالي لحضور المؤتمر المقبل للمنصة في عام 2024.
وأكد معاليه الحرص على توسيع وتنويع مظلة الشراكة التجارية والاستثمارية القائمة بين أبوظبي وروما وخلق فرص جديدة للتعاون الاقتصادي البناء بين البلدين تدعم تطلعاتهما إلى بناء نموذج اقتصادي معرفي جديد أكثر مرونة وتنافسية ويوفر فرص عمل مستدامة.
وأشار معاليه إلى أن تنمية القطاع السياحي يعد إحدى الأولويات الرئيسية على أجندة حكومة دولة الإمارات، باعتباره داعماً رئيسياً للاقتصاد الوطني وعبر عن تطلعه إلى تبادل الخبرات مع الجانب الإيطالي لدعم استدامة نمو القطاع السياحي، وحوكمته وفق أفضل الممارسات العالمية المتبعة لتعزيز ريادة الإمارات على خريطة السياحة الدولية.
وبحث معالي بن طوق مع وزير الخارجية الإيطالي سبل تعزيز أواصر التعاون المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية إيطاليا في المجالات ذات الاهتمام المشترك والارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي نحو مستويات أرحب تدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وناقش معاليه مع وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي سبل تعزيز أواصر التعاون المشترك في القطاعات ذات الأولوية، واتفقا على أهمية استكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة في أسواق البلدين خاصة في قطاعات الاقتصاد الجديد وفي مقدمتها القطاع المالي والتمويل، والتكنولوجيا والعلوم المتقدمة والصناعة، والطاقة المتجددة، والتجارة الإلكترونية، واللوجستيات وسلاسل التوريد فضلاً عن مواصلة تعزيز التعاون في مجالات التغير المناخي، والزراعة المستدامة والابتكار الزراعي، والأمن الغذائي، والاقتصاد الدائري وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ونوه معاليه إلى زيارة جورجا ميلوني رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية للدولة في مارس 2023 ولقائها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” والتي أسست لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي على المستويات كافة وقال: “نتطلع إلى استغلال الدفعة القوية التي أحدثتها الزيارة في العمل على خلق المزيد من الفرص المواتية للارتقاء بعلاقات البلدين خاصة على الصعيد الاقتصادي”.
من جهته، قال جيانكارلو جيورجيتي وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي: “سنعمل مع شركائنا في دولة الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية بما يسهم في زيادة التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين في قطاعات التكنولوجيا والاقتصاد الدائري وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة القادمة“.
وبحث معالي عبد الله بن طوق المري مع وزيرة السياحة الإيطالية آليات تحفيز الاستثمارات المتبادلة في المشاريع السياحية المبتكرة، وخطوات زيادة الرحلات الجوية المتبادلة والتي وصلت إلى نحو 45 رحلة أسبوعياً بداية من شهر يناير 2023 وحتى الآن، بما يسهم في تحفيز حركة السائحين بين البلدين، حيث استقبلت الإمارات أكثر من 170 ألف سائح إيطالي قضوا 954 ألف ليلة فندقية خلال عام 2021.
من جانبها أكد وزيرة السياحة الإيطالية حرص بلادها على تعزيز التعاون مع دولة الإمارات في مختلف المجالات لا سيما السياحة التي تعد أحد الروافد المهمة في دعم النمو الاقتصادي والعمل المشترك على طرح المشاريع والمبادرات السياحية التي من شأنها استقطاب المزيد من الاستثمارات بكلا البلدين.
وبحث معالي وزير الاقتصاد مع إيناسيو لا روسا رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي سبل تعزيز أواصر التعاون المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية إيطاليا في المجال البرلماني، والارتقاء بها نحو مستويات أرحب.
وعبر معاليه خلال اللقاء عن حرص دولة الإمارات على دعم وتعزيز العمل البرلماني تنفيذاً لتوجيهات الرشيدة، بما يدعم الإنجازات التي حققتها الدولة خلال الفترة الماضية في ضوء مستهدفات الخمسين ومحددات مئوية الإمارات 2071 مشيراً إلى أن العمل البرلماني في دولة الإمارات شهد مشاركة قوية ومؤثرة للمرأة ونوه في الوقت نفسه إلى تبوء الإمارات المرتبة الـ 30 عالمياً في مجال تعزيز التمكين السياسي للمرأة وفقاً لمنتدى الاقتصاد العالمي.
من جهته أكد إيناسيو لا روسا رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، أن إيطاليا والإمارات تجمعهما صداقة تاريخية شهدت نقلة قوية بعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية لأبوظبي في مارس 2023، مشيراً إلى أن الاقتصاد الإماراتي متنوع وغني.
واستعرض معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد خلال اللقاءات أبرز التطورات التي شهدتها البيئة الاقتصادية لدولة الإمارات خلال الفترة الماضية من أجل خلق مناخ اقتصادي داعم لنمو وازدهار الأعمال، وجذب الاستثمارات تنفيذاً للرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة في ضوء مستهدفات الخمسين ومحددات مئوية الإمارات 2071، وذلك من خلال إتاحة التملك الأجنبي لتصل إلى 100% وإصدار منظومة تشريعات لحماية الملكية الفكرية، وإطلاق استراتيجية طموحة لاستقطاب أصحاب المواهب والعقول في كافة القطاعات لتعزيز مكانة الدولة كمركز دائم للإبداع والابتكار.
وتنطلق غدا في المدينة الإيطالية ميلانو فعالية “إنفستوبيا أوروبا” والتي تعد أول فعالية تطلقها منصة الاستثمار العالمية “إنفستوبيا” لعام 2023، وذلك بعد انعقاد مؤتمرها السنوي في مارس الماضي.
وتهدف الفعالية إلى تعزيز النقاش وتحفيز الاستثمار العالمي في القطاعات سريعة النمو لا سيما الاقتصاد الجديد والاقتصاد الدائري والشركات العائلية والصناعات الإبداعية والتعرف على الاتجاهات المستقبلية العالمية للاستثمار ويشارك بها أكثر من 250 من القادة ورجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال وخبراء الاقتصاد من مختلف أنحاء العالم.
يضم وفد الدولة إلى إيطاليا 50 شخصاً من القطاعين الحكومي والخاص منهم أديب أحمد العضو المنتدب لدى مجموعة اللولو المالية القابضة وصلاح شرف، المدير العام لمجموعة شرف، وسانجيف جوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة “LIBERTY Steel“، وسعادة أحمد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق” وحمد عبيد الشامسي، مدير الاستثمار للترويج الإقليمي “استثمر في الشارقة”، وشادي حسان، الشريك الإداري لمجموعة ليفكو، وهاني برهوش، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمارات غير التقليدية في مبادلة، وأجيت جونسون، رئيس التسويق والأعمال الإستراتيجية لدى مجموعة لولو المالية القابضة، يوسف أحمد اليوسف، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “اليوسف”، وحسن كريمي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لـ “KHK & Partners“، وسعادة جمال بن سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج.