أكّد محمد لوتاه مدير عام غرف دبي، أن دبي تسعى إلى أن تكون بمثابة بوابة للشركات الصينية لتوسيع وجودها في الشرق الأوسط، معرباً عن أمله تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الجهود المشتركة بين الصين والإمارات والتقدم الذي تم إحرازه على مدار الـ40 عاماً الماضية، لتعزيز مستقبل أكثر إثماراً. ووصف لوتاه في مقابلة مع صحيفة «تشاينا ديلي»، الصين بأنها «سوق أولوية».

جاء ذلك تزامناً مع انطلاق منتدى الأعمال دبي-الصين في بكين، حيث أوضح لوتاه أنَّ «المنتدى يهدف لعرض فرص الاستثمار المتنوعة في الإمارة؛ وجذب الشركات الصينية متعددة الجنسيات وشركات اليونيكورن والشركات الناشئة سريعة النمو إلى دبي؛ ودعم المستثمرين والشركات الصينية لإقامة شراكات واعدة مع نظرائهم في الشرق الأوسط».

وقال لوتاه: «يستكشف الحدث التآزر الاقتصادي والحدود الجديدة في الابتكار والتكنولوجيا، فضلاً عن فرص الاستثمار في القطاعات عالية النمو، مثل التكنولوجيا الخضراء والتجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والطاقة المتجددة».

جذب المواهب

وخلال 2023، حافظت دبي على موقعها بصفتها الوجهة الأولى في العالم لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة للعام الثالث على التوالي، حيث تعد دبي «المركز لمنطقة الشرق الأوسط»، وموطناً للمطارات والموانئ البحرية ومرافق اللوجستيات الحديثة وشبكة نقل متطورة مع العديد من المناطق الحرة التي توفر للشركات بنية تحتية عالمية المستوى والوصول إلى الحوافز.

وقال لوتاه: «يخلق الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدبي، إلى جانب بنيتها التحتية ذات المستوى العالمي، والعديد من المناطق الحرة وقدرتها على جذب المواهب المتنوعة عالية الجودة، نظاماً ديناميكياً ملائماً للغاية لنمو الأعمال».

ويصادف هذا العام الذكرى الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات، وقد نجحت الدولتان في تقديم نموذج للشراكات والتعايش في وئام بين الحضارات المختلفة. وخلال 2023، ورغم البيئة الاقتصادية العالمية الصعبة، ارتفع عدد الشركات الصينية في الإمارات إلى 8,000 شركة صينية، وفقاً لتشانغ ييمينغ سفير الصين لدى الإمارات في مايو الماضي.

كما أن الإمارات موطن لحوالي 400,000 صيني. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لدبي مع تجارة ثنائية غير نفطية بقيمة 67.8 مليار دولار (249 مليار درهم) خلال 2023، وهو ارتفاع بنسبة 4% على أساس سنوي ونمو بنسبة 80% مقارنة بعقد مضى، وفقاً لغرفة تجارة دبي.

قصة نجاح

خلال يوليو 2024، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اجتماعاً ركزت فيه على تعزيز تحديث الصين، وتحديد إصلاحات شاملة واقتراح أكثر من 300 تدبير، وقال لوتاه إن ذلك «أرسل إشارة قوية إلى العالم بأن الصين ستواصل تعميق إصلاحها وانفتاحها».

واستطرد قائلاً: «نرى أن قصة النجاح المذهلة للصين كقوة اقتصادية عالمية ستستمر، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نمتلك 3 مكاتب دولية في الصين وحدها، في شينجن وشنغهاي وهونغ كونغ، وهو الأعلى في أي منطقة أخرى حول العالم».

ريادة تكنولوجية

ومع ظهور الصين كواحد من أكبر الاقتصادات الرقمية في العالم ومركز عالمي رائد للتكنولوجيات المتقدمة، أكد لوتاه حرص دبي على تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء.

وأردف: «نحن معجبون بالتزام الصين الراسخ بالابتكار ونشعر بالحماس إزاء فرص التجارة والاستثمار الواسعة التي يمكن الاستفادة منها لتقوية الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، فالاقتصاد الرقمي في الإمارات من المتوقع أن يصل إلى قيمة تزيد على 140 مليار دولار بحلول 2031».

 

شاركها.
Exit mobile version