تحرص دولة الإمارات على تحقيق السلام والاستقرار لدول المنطقة والعالم لإيمانها الراسخ بأن ذلك ضرورة لتعزيز التنمية والرفاهية لجميع الشعوب ، ويتجسد ذلك من خلال الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في إرساء دعائم السلام عبر أجندة حافلة بقرارات ومبادرات ومباحثات وجولات خارجية تسعى من خلالها إلى ترسيخ أجواء الأمن والاستقرار ومواصلة تقديم المساعدات الإنمائية للشعوب الفقيرة، ودعم العمل الإنساني.

وكرست الدولة نفسها لاعباً أساسياً وشريكاً مهماً في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك انطلاقاً من إرثها الإنساني ورسالتها الحضارية القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح ونبذ التعصب، فيما تلمس دول العالم بشكل جلي الحكمة والرؤية الشاملة اللتين تتسم بهما إدارة الإمارات لكيفية التعامل مع الأحداث والتطورات العالمية وقدرتها على تغيير مسارها وفق سياقات إيجابية واضحة المعالم.

مواجهة التحديات المشتركة

وتأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة والتي تعد الأولى من نوعها لسموه منذ توليه رئاسة الدولة، لتؤكد متانة وعمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وأهمية التنسيق بينهما لمواجهة التحديات المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، والحرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، وتأكيداً على دور الإمارات الريادي في نشر الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وجهودها لوقف الحرب في غزة.

وينظر العالم إلى العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية كمرتكز أساسي لتعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم، لما يمثله البلدان من قطبين محوريين في جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين انطلاقاً من مكانتهما السياسية والأمنية والاقتصادية من أجل رفاهية الشعوب وتحقيق الأمن والدفع بعجلة التنمية المستدامة، كما أن الإمارات والولايات المتحدة تشكلان معاً قوة حاسمة للتغيير الإيجابي ومحركاً للاستقرار الإقليمي والازدهار والتكامل.

استقرار المنطقة

وتتميز الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة باتساع نطاق مكاسبها ليشمل المنطقة والعالم، إذ إن الشراكة لا تعود بالنفع على مصالح البلدين فحسب، وإنما تسهم بشكل فعال في المحافظة على استقرار المنطقة والعالم بأسره، حيث طبعت على خطابات قادة العالم لغة الأمل في مستقبل أفضل للعالم ورهان على دور إماراتي كبير بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في حلحلة أزمات العالم، في ظل حنكته وحكمته.

مبادرات حكيمة

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عرفه العالم بمبادراته الحكيمة، وتحويله الأفكار إلى برامج ومشاريع وإنجازات تتسم بالإبداع والابتكار، ما جعل قادة الدول يصفونه بالقائد الملهم لمستقبل مشرق، إذ إن لسموه مواقف تاريخية تبلور روح السلام والمحبة التي تنبع من عمق دولة متأصلة بجذور التاريخ الإنساني المحب للسلام العالمي من خلال حضور متميز في المحافل الدولية كافة وفي شبكة علاقات واسعة ومتينة مع مختلف الدول مبنية على الحوار المشترك وتبادل المصالح وحل الصراعات بالطرق السلمية.

تقدير دولي

ويحظى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقدير دولي لتميزه بالحكمة والتبصر، إذ لم يدخر جهداً لإغاثة المحتاجين وبلسمة جراح وآلام ضحايا الحروب والكوارث، عبر مبادرات ومشاريع تنموية هائلة، كما أن مواقف الإمارات السياسية الرائدة حيال كل الأحداث والتطورات التي جرت في المنطقة وفي العالم من حولها، باتت نموذجاً للاتزان والفاعلية والنجاح بفضل رجاحة الأسس التي تقوم عليها والثوابت التي تنطلق منها، إذ باتت همزة وصل بين مختلف الأطراف لحل كثير من الأزمات الطارئة، كما أنها تمثل القوة الدافعة للعديد من المبادرات الدولية، ما أكسبها ثقلاً سياسياً، إذ  ينظر العالم إلى دولة الإمارات كوسيط نزيه ومحايد يمكن الوثوق به لحل الكثير من الأزمات، حيث نجحت في وساطة ثامنة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا، تكللت بإنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1994 أسيراً.

ولا شك أن الإمارات دولة ‏ديناميكية في المنطقة والعالم تتطلع إلى المستقبل وتسعى إلى بناء جسور مع المجتمع الدولي، ‏كما تقوم بدور قيادي في مجال العمل الإنساني، وتعد مركزاً عالمياً للاقتصاد ‏والتجارة والابتكار، فقد أتاح لها التزامها بالقيم الراسخة التي تقوم على التسامح والإخاء، بأن تكون بوابة لحلحلة الأزمات المستعصية، بعدما وسعت  شراكاتها الاستراتيجية ونوعتها لتعظيم المكاسب الشاملة، من خلال التعاون مع القوى العالمية الكبرى والإقليمية لتعزيز مسيرة التنمية وتحفيز الاستثمارات وبناء علاقات قوية بين الأمم والشعوب عنوانها التنمية وتحقيق المصالح المشتركة وحفظ الاستقرار.  

وتؤمن الإمارات بالتعاون الدولي في التغلب على مشكلات عالمية مثل التغير المناخي وانتشار الأوبئة، حيث تزخر مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالعطاء والدعم والمبادرات الهادفة للسلام والتسامح في العالم، إضافة إلى النهوض بقطاع الرعاية الصحية في العالم، وتعزيز المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر ومواجهة أثار التغير المناخي.

نشر السلام

وترسخ القناعة الإماراتية العميقة ببذل كافة الجهود من أجل نشر السلام قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر عالمياً، كما تبذل الدولة جهوداً لافتة لتحقيق أهداف الاستدامة والتحول إلى قاطرة ومركز للاقتصاد والتجارة والابتكار واستكشاف الفضاء، ما يجعلها نموذجاً ملهماً لصناعة السلام والاستقرار وإيجاد الحلول اللازمة للصراعات والنزاعات، وحث شعوب العالم ودوله على إرساء قيم التسامح والتعاون ونبذ جميع أشكال الكراهية والتفرقة بين الشعوب والثقافات، والدعوة الدائمة إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها.

شاركها.
Exit mobile version