استعرضت قمة إدارة الطوارئ والأزمات «أبوظبي 2023» التي انطلقت أعمالها، أمس، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، وبتنظيم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، مستقبل إدارة الأزمات وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي في هذا الصدد.

جمعت القمة قادة وأكاديميين وعلماء متخصصين في مجال الطوارئ والأزمات والكوارث حول العالم، بهدف رفع جاهزية منظومة الطوارئ والأزمات، وتوحيد الجهود العالمية في القطاع، وتسليط الضوء على مستقبل إدارة الطوارئ والأزمات في ظل التهديدات والمخاطر المتنامية حول العالم.

وناقشت آليات ومستقبل إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في العالم، وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال الطوارئ والأزمات والكوارث، وأبرز التحديات والتوجهات العالمية، إضافة إلى ترسيخ أهمية استشراف وتنبؤ المخاطر المقبلة والتطورات بهدف تعزيز الاستجابة العالمية للأزمات والطوارئ العابرة للحدود.

وتوجه معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة في كلمته الرئيسية خلال القمة، بالشكر والتقدير إلى الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على الدعوة للمشاركة في الدورة السابعة لقمة إدارة الطوارئ والأزمات.

وتقدم بالشكر الجزيل أيضاً إلى الهيئة والقائمين على هذه القمة لحُسن التنظيم لهذا الحدث الذي يعتبر من الفعاليات المتخصصة المهمة على مستوى المنطقة.

وأوضح معاليه أن المؤسسات المرتبطة بالأزمات والطوارئ مؤسسات محورية ومركزية لضمان أمن الدول مثلها مثل أي مؤسسة أمنية أو دفاعية، وهذا لا ينفي بالضرورة أن هناك بعض الأنظمة تستغل مثل هذه الأحداث الإنسانية لإعطائها بُعداً ترويجياً وأيديولوجياً يخدم مصالحها وتوجهاتها السياسية.

ورغم ذلك أثبتت التجارب أن قدرة الدولة الوطنية وكفاءة أجهزتها هي أهم عنصر من عناصر التصدي للأزمات والكوارث الطبيعية. وقال معاليه في تدوينة عبر «تويتر»:

«سُعدت بالمشاركة في قمة إدارة الطوارئ والأزمات والتي تناقش مستقبل هذا القطاع الحيوي والتحديات المرتبطة به.. الإمارات كعادتها تولي العمل الاستباقي والاستعداد المبكر الأهمية القصوى، لما لذلك من دور في حماية المكتسبات الوطنية.. نثمن جهود القائمين على القمة، ونتمنى لهم النجاح والتوفيق».

مخاطر

من جانبه، قال عبيد راشد الحصان الشامسي نائب رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إن القمة تسلط الضوء على مدار يومين على مستقبل إدارة الطوارئ في ضوء التهديدات والمخاطر المتزايدة، وتعمل على التعريف بمجالات الاستفادة من التقنيات الذكية للتنبؤ بالأزمات وإدارة المخاطر والحد من آثارها وانعكاساتها.

وذلك بمشاركة كبار المسؤولين في الهيئات الوطنية والإقليمية والعالمية المعنية بإدارة الأمن والطوارئ والأزمات، ونخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين الذين يمتلكون تجارب عملية وواقعية وخبرات أكاديمية عن إدارة الأزمات والكوارث، ولديهم جهود كبيرة في مجال التعافي من الأزمات.

وأكد حرص القيادة الحكيمة لدولة الإمارات على تعزيز التعاون وعلاقات الشراكة مع دول العالم في مجال إدارة الطوارئ والأزمات، وتبادل الخبرات المشتركة من تجارب دول العالم وجهودها في التعافي من الأزمات والكوارث. وأضاف أن تنظيم القمة يأتي في إطار حرص الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات على تعزيز دورها وقدراتها في مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث.

وبالتالي تطوير أداء وقدرات الاستجابة للطوارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية مكتسباته وإنجازاته الكبيرة. ولفت إلى أهمية القمة في دمج البعد الاستشرافي لإيجاد الحلول للأزمات الآنية وأهمية التحليل الاستراتيجي في فن إدارة الطوارئ والأزمات الذي من شأنه أن يرفع من سقف النموذج الإماراتي الفريد والإيصال به نحو العالمية.

تصور شامل

من ناحيته، قال الدكتور سيف الظاهري مدير مركز العمليات الوطني في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إنه من خلال ما شهدناه في الفترات الماضية من مواجهة الأزمات على المستويين الوطني والدولي، فمن الضروري اليوم وضع تصور شامل ومتكامل لاستشراف مستقبل الطوارئ والأزمات والجيل القادم من المخاطر.

وذلك من خلال استمرارية الرصد والتحليل لكافة الأخطار وتداعياتها. وأشار إلى ضرورة العمل على توليد تحليلات وتصور البيانات بشكل أفضل لدعم التنمية والتأهب والعمل الإنساني، كخطوات استباقية لمواجهة الكوارث المتوقعة وغير المتوقعة.

منصة

من جانبها، قالت لوريتا هيبر جيرارديت، رئيس فرع المعرفة بالمخاطر والرصد وتنمية القدرات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث – سويسرا، إنّ إدارة أخطار الكوارث لا تتعلق فقط بالاستجابة لحالات الطوارئ، بل يتعلق الأمر أيضاً بفهم المخاطر بشكل استباقي حتى نتمكن من الحد منها قبل وقوع الكوارث والتخطيط والاستعداد الجيد.

وأكدت أهمية صمود القطاع المناخي والحضري، وضرورة الحوكمة الفعالة والبيانات والاستثمار لتطوير وتنفيذ استراتيجيات القدرة على الصمود والمرونة الناجحة.

من ناحيته، أشار الدكتور عدنان علوان – لواء ركن متقاعد وخبير في إدارة الطوارئ والأزمات وإعداد القادة والاستراتيجيات من المملكة الأردنية الهاشمية، إلى أن قمة إدارة الطوارئ والأزمات – أبوظبي 2023 الحدث الأبرز في هذا العام.

وتعتبر نقطة مضيئة في علم إدارة الأزمات الحديث، إذ إن هذه القمة سينبثق عنها العديد من المفاهيم والاستراتيجيات التي تسهم في تعزيز وبناء القدرات للتعامل مع الأزمات خاصة للأجيال الجديدة من القادة والعاملين في هذا المجال.

تعاون وتنسيق

وأوضح أن القمة تعزز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين مختلف الوكالات العاملة في مجال إدارة الأزمات وعلى مختلف المستويات، وقال: «سعيد جداً بهذه المشاركة والتي تعكس الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات العربية الشاملة لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية في مواجهة الطوارئ والأزمات الحديثة».

من جانبه، قال ريتشارد هانا، مستشار رئيسي، الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في نيوزيلندا: «سعيد بالمشاركة في قمة إدارة الأزمات والطوارئ – أبوظبي 2023، وأتقدم بالشكر للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة هذا الحدث المهم».

وأضاف: «في عالم يتأثر بشكل مستمر بالأزمات يجب أن نستمر في تعزيز سياسات وممارسات إدارة الطوارئ والاستجابة للأزمات وخاصة في ضوء الآثار المتزايدة لتغير المناخ».

وأوضح أن قمة إدارة الأزمات والطوارئ تجمع عدداً من المتخصصين للتشارك في وجهات النظر حول التحديات الحالية وتبادل الخبرات والمعارف لتطوير أفضل الممارسات، وأضاف: «أتطلع إلى التحدث عن تجربة نيوزيلندا في الاستجابة للكوارث وحالات الطوارئ في منطقة المحيط الهادئ».

وأكدت ميريام أورزوا فينيغاس رئيس أمانة إدارة المخاطر والحماية المدنية في المكسيك أن القمة توفر منصة عالمية مهمة لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الأزمات والمخاطر والسعي نحو بلورة منظومة استجابة عالمية متفردة للتصدي لها.

وقالت في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، على هامش القمة، «إن القمة تسهم في تبادل الخبرات بين كافة المشاركين وعرض تجارب الدول المختلفة في مواجهة الأزمات بالإضافة إلى العمل استشراف مستقبل هذا القطاع وتعزيز منظومة الاستجابة في مواجهة كافة التحديات».

3 جلسات

وتضمنت فعاليات اليوم الأول عقد 3 جلسات رئيسية تناولت الجلسة الأولى بعنوان «توظيف أدوات القوة الشاملة في إدارة المخاطر الوطنية» تكامل العناصر لمواجهة أي طارئ أو أزمة للتعامل معها بكل احترافية واقتدار.

وشارك فيها كل من الدكتور جوه موه هنغ، رئيس معهد استمرارية الأعمال في سنغافورة، جيفري سوندرز، الرئيس التنفيذي لشركة نورديك فورسايت، جيمس مورس رئيس أكاديمية ربدان، وأدار الجلسة الإعلامية فضيلة السويسي، من سكاي نيوز عربية.

وناقشت الجلسة الثانية كيفية التغلب على أي تحديات متوقعة في منظومة مواجهة الأزمات والطوارئ وآليات التنسيق بين مؤسسات وقطاعات الدول، والتي حملت عنوان «تحديات التكامل والتوازن الاستراتيجي بين القطاعات».

وحملت الجلسة الثالثة عنوان «المخاطر العابرة للحدود» وناقشت المخاطر التي تؤرق معظم دول العالم، حيث تتطلب تكاتفاً جماعياً من المجتمع الدولي لمواجهة مخاطرها، ولا تقتصر مخاطرها على دول المنشأ.

تفاهم لتعزيز التعاون التكنولوجي

وقعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، خلال أعمال القمة، مذكرة تفاهم مع شركة بريسايت ايه آي (Presight AI) التابعة لـG42 بهدف تعزيز التعاون بين الطرفين من خلال تبادل الخبرات في المجالات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى المشاركة في بناء البرامج التوعوية والتعليمية والبحوث العلمية التطويرية الحديثة للتقنيات.

وقع مذكرة التفاهم علي راشد النيادي، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والدكتور عادل الشرجي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة بريسايت ايه آي التابعة لـG42. كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية تهدف للتعاون بين الطرفين في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

وذلك لمواجهة مختلف المخاطر التي قد تنجم عن الأنشطة البشرية أو الكوارث الطبيعية، مع العمل على تنمية هذا التعاون بالطرق والوسائل المناسبة وفي حدود الإمكانات المتاحة وطبقاً لاحتياجات كل طرف.

وقع المذكرة من جانب الهيئة علي راشد النيادي، ومن الجانب الموريتاني اللواء ختار محمد أمبارك، المندوب العام للأمن المدني وتسيير الأزمات.

وتضمن برنامج اليوم الأول من القمة الكلمات الرئيسية للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والتي ألقاها فهد بطي المهيري، المتحدث الرسمي باسم الهيئة، وتناول فيها مقتطفات من تجربة دولة الإمارات في مواجهة الأزمات والطوارئ.

 

 

شاركها.
Exit mobile version