أكد خبراء مشاركون في فعاليات منتدى الأعمال الإماراتي-الصيني التي اختتمت أمس في دبي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات لاسيما في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية.

وأضاف الخبراء على هامش جلسات المنتدى أن الصين مركز ثقل اقتصادي في العالم، كما تتمتع بخبرات واسعة في مجال التقنيات المتقدمة، وتلعب الشراكة الوثيقة والمتنامية مع الصين دوراً هاماً في دعم خطط التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات.

وقال الخبراء إن الشراكة الوثيقة والمتنامية مع الصين تلعب دوراً هاماً في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لمضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد القادم، مؤكدين على أن منتدى الأعمال الإماراتي الصيني يشكل منصة لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين.

وقال محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي في كلمته ضمن فعاليات المنتدى إن الجهود المشتركة بين الإمارات والصين تساهم في دعم أهداف مبادرة الحزام والطريق، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات طورت بنية تحتية متقدمة للربط بين مختلف قارات العالم، وتشكل من خلال موقعها الاستراتيجي على خارطة طريق الحرير الجديد بوابة حيوية للأسواق في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.

وأضاف: تعتبر الصين مركز ثقل اقتصادي في العالم، كما تتمتع بخبرات واسعة في مجال التقنيات المتقدمة، وتلعب الشراكة الوثيقة والمتنامية مع الصين دوراً هاماً في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لمضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد القادم، وترسيخ موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية حول العالم، مشيرًا إلى أن التعاون التكنولوجي يساهم بدور فعال في دعم خطط التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات.

وقال: “تمتلك الشركات الصينية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا كل الإمكانات اللازمة للمساهمة في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لتوليد قيمة اقتصادية جديدة من التحول الرقمي نحو الاقتصاد الجديد بمتوسط 100 مليار درهم سنويًا سيضيفها لاقتصاد دبي، مشيرًا إلى أن غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، ستقوم خلال الشهر المقبل باستضافة معرض “إكسباند نورث ستار”، أكبر فعالية للشركات الناشئة والمستثمرين حول العالم، وستشكل دورة العام الجاري من الحدث والتي ستعقد في دبي الشهر المقبل، منصة حيوية للشركات الرقمية والمستثمرين من الصين للاستفادة من الفرص الواعدة التي يزخر بها المعرض”.

  • تطوير الاستثمارات

تناولت الجلسة الأولى من المنتدى كيفية قيام صناديق الثروة السيادية ومؤسسات الاستثمار بدفع الاستثمارات المتبادلة، وإنشاء منصة حضانة للمشاريع التعاونية، والذي يقود بدوره إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة الإمارات والصين، كما سلطت الجلسة الضوء أيضًا على الدور المحوري الذي تلعبه “لجنة الاستثمار المشتركة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي” في تطوير إطار قوي للتعاون الاقتصادي والتجاري الدائم بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.

وأشار المشاركون إلى أن ثمة فرص وفيرة للاستثمار في الشركات الصينية سريعة النمو، وجذبها إلى دولة الإمارات عبر قطاعات متنوعة. وتم خلال الجلسة التأكيد على الدور الذي يقوم به مصرف الإمارات للتنمية في تقديم الدعم الشامل للمستثمرين الصينيين، والذي يتجاوز حدود المساعدة المالية لتأهيلهم وتسهيل رحلتهم في الاستثمار وتطوير الأعمال. كما تم التأكيد على الركائز القوية للتعاون بين صناديق الثروة السيادية، والذي ينصب حالياً على تعزيز الشراكات المبتكرة مع شركات الأسهم الخاصة ورجال الأعمال.

  • الشراكة في قطاع الطاقة

بحثت الجلسة الحوارية الثانية أهمية التنمية والتعاون من أجل النجاح، وأكد المتحدثون خلال هذه الجلسة على الشراكة القوية بين دولة الإمارات والصين، والتي تمتد إلى سنوات كثيرة وتشمل مختلف القطاعات ولاسيما قطاع الطاقة، ما أدى لتعزيز النمو الاقتصادي المتبادل والتعاون التجاري.

وقال ما يونغ شنغ، رئيس مجلس الإدارة لمجموعة “سينوبك” في الصين: إن الإمارات شريك استراتيجي شامل ومهم للصين، وهناك أرضية صلبة للتعاون والاستفادة من الفرص المستقبلية لتعزيز العلاقة وتطويرها في مجال الطاقة، وبما يعود بالفائدة للبلدين والعالم بأسره.

وأضاف أن الشراكة المتميزة مع دولة الإمارات ستقود إلى توفير نماذج تطور تكنولوجي مستقبلي يسهم في تحسين العلاقات في قطاع الطاقة لاسيما مع وجود شراكات قوية مع عدد من الشركات في دولة الإمارات كشركة “أدنوك”، الأمر الذي يدفع الطرفين للعمل سوياً لتحسين والارتقاء في الشراكة في مجال الصناعات النفطية في المستقبل وبما يعود بالازدهار للقطاع في البلدين.

وأوضح: “لدينا مشاريع للتحول نحو الاقتصاد الأخضر والمساعدة في الترويج لخفض انبعاثات الكربون في الإنتاج وتحسين كفاءة الطاقة، ولدينا نتائج إيجابية جدًا وعلى المستوى العالمي في هذا المجال، كما أنشأنا شركات تعاون تكنولوجي، وأطلقنا تحالفًا لقطاعات الطاقة والصناعات الكيماوية في القطاعات التقليدية وأطلقنا مشاريع تجريبية وطورنا مشاريع لتعزيز الكفاءة في قطاع الطاقة وتخفيض الانبعاثات”.

وأكد جمال صالح، المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات أن التعاون بين المصارف الصينية والإماراتية هو قائم بالفعل ويتمتع بآفاق واعدة للارتقاء والازدهار في المستقبل نتيجة للتطور المستمر في العلاقات بين البلدين.

وقال هو تشيون رئيس مؤسسة البترول الوطنية الصينية: “على مدى سنوات حرصنا على تقديم الحلول وتعزيز التعاون في مجال النفط عالميًا، وذلك من خلال الحضور الكبير للشركة على مستوى العالم، وخلال السنوات الماضية عملنا على تطوير الأعمال وإبراز مفاهيم جديدة لتطوير مكانة الصين، وهناك تكامل بين الصين والإمارات وتم توقيع اتفاقات للتعاون في الإنتاج وفي حقول النفط بين البلدين، وكان هناك فائدة متبادلة في المشاريع التي قام البلدان بها”.

وأضاف: “خلال العام الجاري ستعمل الشركة على تحقيق إنجازات إضافية ولاسيما في مجال أنابيب النفط مع العمل على إطلاق مشاريع متخصصة في هذا المجال، وتوسيع الخدمات في القطاع النفطي مع دولة الإمارات والتي أصبحت ضمن قائمة أكبر الشركاء للصين، وذلك من خلال التصورات والتوجهات لتعزيز الشراكة الاستراتيجية للسنوات المقبلة”.

وقال خالد القاضي العضو المنتدب للخدمات المصرفية الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا في بنك إتش إس بي سي بدولة الإمارات: “تشهد العلاقات بين الصين والإمارات نموًا مستمرًا وباتت الفرصة مناسبة جدًا للعمل المشترك لتحقيق المزيد من الازدهار في العلاقة، ولا بد هنا من التأكيد أن مستوى الاستثمار من الشركات الصينية كان كبيرًا، والتي تركزت في جميع القطاعات، وبناءً على هذا فإننا نرى النضج الكبير في العلاقات مع الصين، والتي تتيح الكثير من الفرص الاستثمارية التي تسهم في مزيد من التطور والارتقاء بجميع القطاعات، وبما فيها قطاعات الطاقة وقطاع الخدمات اللوجستية وغيرها”.

شاركها.
Exit mobile version