تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تنطلق اليوم فعاليات الدورة الـ12 من ملتقى الاستثمار السنوي 2023، الذي يستمر 3 أيام تحت شعار «التحول في أوجه الاستثمار: فرص الاستثمار المستقبلية لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والتنوع والازدهار».
ويشهد الملتقى مشاركة أكثر من 600 متحدث في أكثر من 160 جلسة حوارية، وحضور 44 وزيراً و18 رئيس منظمة عالمية من 170 دولة حول العالم، إضافة إلى مشاركة ما يزيد على 70 دولة في المعرض المصاحب للملتقى، و50 شركة صينية «يونيكورن»، الشركات التي تتخطى قيمتها المليار دولار، ومن المتوقع أن يستقطب الحدث أكثر من 12 ألف زائر.
15 ورشة
واستضاف مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أمس، 15 ورشة عمل تمهيدية تضمنت سلسلة جلسات تدريبية احترافية تفاعلية تناولت منظور الشمول المالي وكيفية تعزيز وصول المشاريع الصغيرة والمتوسطة بمشاركة اتحاد المصارف العربية، كما تناولت كيفية المشاركة في مشاريع مدينة ذكية ومستدامة من خلال القطاع الخاص، وصنع مدينة ذكية ومستدامة بخلق القيمة في المدن والمجتمعات، كما تناولت خلق فرص جديدة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر باستخدام البيانات والأدوات الرقمية المبتكرة والاستفادة من البيانات العالمية، وكيف تقدم ما يريده المستثمرون، ومستقبل ترويج الاستثمار من خلال وكالات ترويج الاستثمار في العصر الجديد والتوافق مع النظام العالمي المتغير، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر عالي الجودة للنمو الاقتصادي، وكيفية الاستثمار في الشركات الناشئة.
الشراكة الاقتصادية
وتنظم وزارة الاقتصاد على هامش ملتقى الاستثمار فعالية خاصة تحت عنوان «الشراكة الاقتصادية الشاملة خارج حدود التجارة»، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لدخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند حيز التنفيذ. وتتناول الفعالية وتناقش التأثير الإيجابي للاتفاقية على التبادل التجاري والثقافي بين البلدين. وتتضمن الفعالية مناقشات مع قادة الأعمال في كل من الإمارات والهند، وأهم قصص النجاح التي شهدتها الشراكة. ويشارك مصرف الإمارات للتنمية في الملتقى من خلال مناقشات مهمة حول دور قطاع التمويل في ترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار ووجهة للاستثمار الأجنبي المباشر.
شراكة
وأكد داوود الشيزاوي، رئيس ملتقى الاستثمار السنوي، أن استضافة أبوظبي ملتقى الاستثمار السنوي 2023 بدعم من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وبالشراكة مع دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، تأتي في سياق جهود الإمارة لتعزيز مكانتها الاقتصادية في المنطقة، إضافة إلى خلق مزيد من الفرص لضخ الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين دول العالم عبر ربط فرص الاستثمار بأهداف التنمية المستدامة وتوظيف التكنولوجيا الرقمية.
وأضاف الشيزاوي أن ملتقى الاستثمار السنوي نجح على مدار تعاقب دوراته السابقة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات على خريطة الاستثمار العالمية، والعمل قدماً على دفع مسيرة التنمية خلال الخمسين عاماً المقبلة، وقال الشيزاوي إن ملتقى الاستثمار السنوي يتيح لرجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال المجال للالتقاء وعقد الاتفاقات والشراكات الاستراتيجية وتوسعة نطاق أعمالهم، وفتح قنوات جديدة من العمل الذي توفره المجالات الاستثمارية المتاحة التي تزخر بها دولة الإمارات، وإمارة أبوظبي في كل المجالات والقطاعات الاقتصادية.
كوب28
وحول انعقاد ملتقى الاستثمار السنوي 2023 قبل انعقاد مؤتمر الأطراف (كوب28) في الإمارات، قال الشيزاوي: «ينعقد على هامش الملتقى منتدى بلومبيرغ لتمويل الطاقة المتجددة، الذي يناقش التحول الديناميكي في الطلب على السلع التقليدية، مثل النفط والغاز والمعادن، في ظل الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، حيث ستشهد السلع الجديدة مثل الطاقة والكربون والهيدروجين وحتى وقود الطائرات المستدام تغير شكلها الطبيعي، كما يتطرق المشاركون إلى الإجابة عن عدة تساؤلات، منها: ما دور الأجهزة الكهربائية النظيفة؟ وما الذي ينتظر منتجي الطاقة من الوزن الثقيل في الشرق الأوسط؟ ويستعرض المنتدى نتائج تقرير توقعات الطاقة الجديدة ومختلف مسارات صافي الصفر التي يمكن أن تظهر للبلدان والقطاعات، حيث تؤدي منطقة الشرق الأوسط دوراً في دعم مسارات الدول الأخرى.
الاستثمار والابتكار
وحول أهم الموضوعات الاقتصادية التي سيتطرق لها الملتقى هذا العام وانعكاسها على قطاع الاستثمار، قال الشيزاوي إن الملتقى يسعى خلال دورته الـ12 إلى توسعة نطاق البحث والعمل، باستحداثه باقة من الفعاليات للاستفادة من الميزات والفوائد التي يحققها الحدث للمشاركين، حيث يركز على محورين رئيسيين؛ محور الاستثمار، ومحور الابتكار والتكنولوجيا، ضمن عشرة قطاعات مختلفة، تشمل الزراعة والطاقة والتكنولوجيا والصناعة والسياحة والضيافة والنقل والشحن والخدمات المالية والصحة والتعليم.
وأضاف أن الملتقى يخصص على مدار 3 أيام عدة جلسات تناقش محور الاستثمار الأجنبي المباشر، أبرزها جلسات القادة، التي تجمع قادة القطاع الاستثماري حول العالم لمناقشة المشهد التحويلي في عالم الاستثمار وكيفية تكيف الاقتصاد العالمي لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، لا سيما في ظل تأثر الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً بعدة عوامل، مثل استخدام التقنيات المربكة وتغير المناخ والتوترات الجيوسياسية العالمية وتضخم الأسعار.
وذكر الشيزاوي أن الملتقى يسعى إلى استكشاف الفرص المتاحة للاستثمار الأجنبي المباشر والمحافظ الاستثمارية الأجنبية ودورها في تحديد التغييرات التي ستحول المشهد الاستثماري العالمي والتأثير على الاستثمارات مع مراعاة المعايير البيئية والمجتمعية والحوكمة واحتضان جميع أصحاب المصلحة.