اعتبر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في أول كلمة له بعد وقف إطلاق النار، أن لبنان اليوم أمام انتصار كبير يفوق انتصار حرب تموز 2006، مشدداً على أن “قرار وقف إطلاق النار جاء من موقع القوة وتحت النار”، معتبرًا أن الاتفاق ليس معاهدة دائمة بل إطارًا لتنفيذ إجراءات ترتبط بالقرار 1701.
وقال قاسم: “الحزب أكد مرارا وتكرارا ومنذ الثامن من أكتوبر أنه لا يسعى للحرب لكنه ملتزم بمساندة قطاع غزة ومستعد لمواجهة الاحتلال إذا فرضت عليه الحرب”، موضحاً أن “العدوان الإسرائيلي الأخير كان خطيرًا للغاية، حيث أوقع الحزب في حالة من الإرباك استمرت لعشرة أيام”.
ومع ذلك، أكد “قاسم أن حزب الله استطاع استعادة قوته وتشكيل منظومة قيادة وسيطرة جديدة، مما مكّنه من الوقوف بثبات على الجبهة ومواصلة المواجهة”.
وأشار قاسم إلى أن “الحزب بدأ باستهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، متسببًا في خسائر كبيرة وإحداث موجة نزوح واسعة، حيث ارتفع عدد النازحين الإسرائيليين إلى مئات الآلاف بدلاً من 70 ألفًا فقط”. ووصف “صمود المقاومين بالأسطوري”، مؤكداً أنه “أدخل اليأس في صفوف الجيش والسياسيين الإسرائيليين”.
وأردف أن “الحزب وافق على الاتفاق ورؤوسنا مرفوعة”، مشيرًا إلى أن “السيادة اللبنانية شكلت الأساس في التفاهم، مع التأكيد على حق لبنان في الدفاع عن أراضيه. كما وصف الوضع الحالي في إسرائيل بأنه محاط بالهزيمة والخسائر من كل جانب”.
كما أكد أن “التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون على مستوى عالٍ لضمان تنفيذ الالتزامات، مشيدًا بالجيش اللبناني باعتباره جيشًا وطنيًا”، وأضاف: “سنتابع مع أهلنا عملية الإعمار ولدينا الآليات المناسبة وسنتعاون مع الدولة”.
وأشار إلى أن دعم الحزب لفلسطين مستمر ولن يتوقف، وسيتخذ أشكالاً مختلفة وسيستمر بالطرق المناسبة.
وشدد قاسم على أهمية اكتمال عقد المؤسسات الدستورية في لبنان، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية المحددة. وأكد أن حزب الله ملتزم بالتعاون والحوار مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق الطائف.
كما أكد قاسم على التزام الحزب بصون الوحدة الوطنية وتعزيز القدرات الدفاعية للبنان، مؤكداً جهوزيته لمنع أي محاولات من قبل إسرائيل لاستضعاف البلاد.