أدت الغارات الإسرائيلية إلى إخلاء وتدمير العديد من مخيمات اللاجئين، خاصة في مدينتي طولكرم ونور شمس المجاورتين، مما أجبر السكان على البحث عن مأوى في المدارس والمراكز العامة.
لكن هذه الملاذات المؤقتة لم تكن دائمة، حيث طلب من النازحين مغادرتها بعد انتهاء شهر رمضان، مع تأكيدات إسرائيلية بأن قواتها ستظل في المنطقة لمدة عام.
وفي هذا السياق، وجدت عائلة مكوّنة من جدة وأفرادها أنفسهم مشردين مرارًا. تقول ربّة الأسرة، البالغة من العمر 52 عامًا، والتي رفضت الكشف عن هويتها: “لا نعرف إلى أين سنذهب”. العائلة كانت قد لجأت إلى قاعة أفراح في بلدة قريبة، قبل أن يطلب منها المغادرة مع حلول موسم الأعراس.
وهذه الأسرة ليست سوى نموذج من أكثر من 1500 نازح في مدينة طولكرم ومحيطها، جرى إجلاؤهم من المدارس والمراكز التي آوتهم مؤقتًا، بعدما طالب القائمون عليها بإخلائها. والوضع ليس واضحًا بعد في مناطق أخرى مثل جنين، لكن شهادات كثيرة تؤكد أن عدداً كبيراً من النازحين يواجهون ضغوطًا مماثلة.
وبعض العائلات الميسورة لجأت إلى أقارب أو استأجرت شققًا، بينما وجد الفقراء أنفسهم في مبانٍ عامة مزدحمة. تصف ربّة الأسرة مشهد الطرد من مخيم نور شمس مطلع شباط/فبراير، قائلة إن القوات الإسرائيلية أمهلتهم سبع دقائق فقط لجمع أغراضهم، فغادروا وهم يحملون حقائب ظهر و”راية بيضاء” للدلالة على أنهم مدنيون.
وكانت الملاجئ المؤقتة مكتظة للغاية، حيث ينام الناس على حصائر دون أدنى قدر من الخصوصية، ويتشاركون عددًا محدودًا من الحمامات والمراحيض. وقد حاولت العائلة لاحقًا العودة إلى منزلها عندما سمحت القوات لبعض السكان بالدخول لاستعادة ممتلكاتهم، لكنهم سرعان ما طُردوا مجددًا، بعد تحذير الجنود من إحراق المنزل في حال لم يغادروه.