بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
وقّعت إسرائيل عقدًا جديدًا لتسريع تسليم دفعة إضافية من صواريخ “Arrow” الاعتراضية، في خطوة تعكس استعدادات أمنية متقدمة تحسبًا لهجمات صاروخية محتملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”.
وأوضحت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن منظومة “Arrow”، المطوّرة بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية (MDA)، لعبت دورًا محوريًا خلال المواجهة الأخيرة مع إيران المعروفة باسم “عملية الأسد الصاعد”.
ورغم أن تعزيز المنظومة كان متوقعًا، إلا أنه يأتي في سياق استخلاص الدروس من الحرب التي استمرت 12 يومًا، وشهدت إطلاق نحو 550 صاروخًا باليستيًا إيرانيًا باتجاه إسرائيل بين 13 و24 يونيو، وفقًا لتقديرات الصحيفة، مع تركيز كثيف للهجمات في الأيام الأولى.
وبحسب التقرير، فإن الرد الإسرائيلي السريع أربك حسابات طهران وقلّل من وتيرة الهجمات، على خلاف الهجمات السابقة في أبريل وأكتوبر 2024، حيث لم تُبذل جهود مماثلة لتدمير منصات الإطلاق مسبقًا.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل غيّرت تكتيكها في الحرب الأخيرة، فركّزت على استهداف مواقع الإطلاق الإيرانية، مما حال دون تنفيذ هجمات مكثفة متزامنة. ونتيجة لذلك، اقتصر الرد الإيراني على هجمات محدودة من وسط وشرق البلاد.
كما استعرض التقرير الأداء المتقدم لسلاح الجو الإسرائيلي، الذي نفّذ ضربات متكررة داخل إيران مستخدمًا الطائرات المسيّرة ضمن التشكيلات الجوية، ما ساعد على تحييد القسم الأكبر من التهديدات.
نسب الاعتراض
بحسب “جيروزاليم بوست”، تمكنت أنظمة الدفاع الجوي من اعتراض نحو 99% من الطائرات المسيّرة الإيرانية، بينما بلغت نسبة اعتراض الصواريخ الباليستية نحو 86%. وأسفرت بعض الضربات الصاروخية عن مقتل نحو 30 شخصًا وإصابة الآلاف.
منظومة “Arrow”: أربعة عقود من التطوير
تعود بدايات تطوير “Arrow” إلى ثمانينيات القرن الماضي، بعد تجربة صواريخ “سكود” العراقية في حرب الخليج عام 1991، والتي كشفت محدودية فعالية أنظمة “باتريوت” الأميركية حينها، بحسب التقرير. وأدى ذلك إلى دفع إسرائيل نحو حلول محلية، تُوجت لاحقًا بمنظومات مثل “القبة الحديدية”، و”David’s Sling”، و”Arrow 2 و3”.
وشهدت هذه المنظومات اختبارات ميدانية واسعة في حرب 7 أكتوبر 2023، و”الأسد الصاعد”.
تفوق جوي واستفادة من الحروب السابقة
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل استثمرت في تقنيات الحماية الذاتية لطائراتها، التي وفّرتها شركة “إلبت سيستمز”، ما زاد من فاعليتها في الضربات على العمق الإيراني.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، بحسب التقرير، أن هذه الحرب استفادت من تجارب سابقة، أبرزها المعارك ضد حماس وحزب الله والحوثيين، حيث نفّذت إسرائيل ضربات جوية دقيقة لمسافات تفوق 2000 كيلومتر.
“نقاط ضعف” في الترسانة الإيرانية
رصد التقرير عددًا من الثغرات في المنظومة العسكرية الإيرانية، منها محدودية فعالية الطائرات المسيّرة مثل “شاهد 136″، المستخدمة أيضًا من قبل روسيا في أوكرانيا. كما شكك في قدرات إيران الفعلية على تطوير صواريخ “فرط صوتية”، معتبرًا أن السرعة وحدها لا تكفي من دون قدرة على المناورة.
الحروب “لا تُحسم بالصواريخ”
استشهد التقرير بتجارب تاريخية تؤكد أن الصواريخ والطائرات المسيّرة لم تكن حاسمة في الحروب، من صواريخ “V-2” النازية إلى “سكود” صدام حسين. وخلص إلى أن إيران قد تواجه صعوبات كبيرة في تطوير قدراتها الدفاعية، خاصة في ظل العقوبات والقيود التكنولوجية.
بينما تواصل إسرائيل، بحسب الصحيفة، توسيع استثماراتها في الابتكار الدفاعي، استعدادًا لـ “تحديات متزايدة من إيران ووكلائها في المنطقة”.