بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في آخر تحديث

اعلان

في خضمّ التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، كشف عضو في البرلمان الإيراني، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”، أن طهران تدرس “بجدية” خيار إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الأهم لتدفق الطاقة عالميًا، مما يعيد شبح الحرب الاقتصادية والعسكرية في الخليج إلى الواجهة.

وجاء هذا التهديد بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، فجر الجمعة، ما تسبب في مقتل قيادات بارزة وعلماء نوويين. ورغم أن الغارات تجنّبت عمدًا المنشآت النفطية حتى كتابة هذا التقرير، إلا أن التوتر سرعان ما انعكس على الأسواق، إذ ارتفع سعر خام برنت بنسبة 12% ليبلغ 78.5 دولارًا قبل أن يتراجع إلى 75 دولارًا.

لكن الأخطر لم يكن في الصواريخ، بل في التلويح الإيراني بورقة المضيق. فقد نقلت بلومبيرغ أن مضيق هرمز، الذي يمر عبره يوميًا أكثر من 21 مليون برميل نفط، عاد إلى صدارة المشهد الجيوسياسي. وذكّرت الوكالة بتصريحات قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنغسيري، الذي قال سابقًا إن “إيران قادرة على تعطيل الملاحة في المضيق، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن”، ما اعتُبر رسالة مباشرة بأن الخيار لا يزال مطروحًا ضمن أدوات الردع.

وسبق لطهران أن استخدمت المضيق كأداة ضغط سياسي وعسكري، فقد احتجزت سفنًا مرتبطة بإسرائيل وأخرى تابعة لدول غربية في أعوام 2022 و2023 و2024، كرد فعل على خطوات وصفتها بالعدائية. ما يشير إلى نمط ممنهج لاستخدام المضيق كورقة تفاوض في لحظات التوتر الإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق، حذّرت هليما كروفت، كبيرة محللي السلع في بنك RBC، من أن إيران قد لا تغلق المضيق بالكامل، لكنها قد تلجأ إلى “تكتيكات التحرش” بالسفن أو استهداف البنية التحتية للطاقة في دول الخليج، ما قد يؤدي إلى ارتفاع سعر البرميل بواقع 20 دولارًا إضافيًا، إذا ما استمر التصعيد.

ويحمل مضيق هرمز أهمية لا تضاهى في معادلات الطاقة العالمية، إذ يمرّ عبره نحو خُمس الاستهلاك النفطي العالمي. ويبلغ عرضه 33 كيلومترًا عند أضيق نقطة، فيما لا يتجاوز عرض ممريّ الدخول والخروج فيه 3 كيلومترات فقط لكل اتجاه، مما يجعله هدفًا شديد الحساسية لأي اضطراب. ويقع المضيق بين سلطنة عُمان وإيران، فيما يتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين حماية حرية الملاحة فيه.

فايننشال تايمز خلصت إلى أن “هرمز قد لا يُغلق فعليًا، لكن مجرد التلويح بورقته، يكفي لتقويض استقرار السوق، ورفع أسعار الطاقة، وتهديد بنية الاقتصاد العالمي برمّتها”.

شاركها.
Exit mobile version