انطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس دونالد ترامب في أول لقاء لزعيم أجنبي بالبيت الأبيض منذ تولي الأخير منصبه، وسط مخاوف من انهيار اتفاق الهدنة في غزة، وضغوط داخلية لإعادة إشعال الحرب.

اعلان

جاءت زيارة نتنياهو التي يصفها بأنها “تاريخية” في لحظة حرجة؛ فبينما تُناقش واشنطن وتل أبيب المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، التي تشمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين مقابل الأسرى فلسطينيين، تُهدد الأجنحة اليمنية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية بإسقاط الهدنة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب.

وأعلن نتنياهو قبل إقلاع طائرته، أن اللقاء سيركز على “تحقيق النصر على حماس، واستعادة الرهائن، ومواجهة المحور الإيراني”، معتبراً أن التعاون مع ترامب قد يُعيد “رسم خريطة المنطقة للأفضل”. وأضاف: “القرارات التي اتخذناها في الحرب غيرت بالفعل وجه الشرق الأوسط”.

فيما أشارت تقارير إسرائيلية، إلى أن نتنياهو يُفكر في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية “رون ديرمر” رئيساً لفريق التفاوض، بدلاً من رئيس الموساد “دافيد بارنيع”، في خطوة قد تعيد التفاوض إلى نقطة الصفر.

السعودية على طاولة ترامب.. هل تُكرر “اتفاقيات أبراهام”؟

في الوقت ذاته، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن المحادثات مع ترامب ستتطرق إلى ملف التطبيع مع السعودية، كجزء من رؤية الرئيس الأمريكي لـ”عصر ذهبي للسلام” بالمنطقة.

وأشار نتنياهو إلى أن بإمكان إسرائيل تعزيز الأمن وتوسيع دائرة السلام، ملمحًا إلى العلاقات المحتملة مع السعودية، حيث تسعى إسرائيل إلى تشكيل فريق تفاوضي لإجراء محادثات حول العلاقات الرسمية مع المملكة.

ورغم أن الرياض تشترط تقديم إسرائيل “أفقاً سياسياً” للدولة الفلسطينية، إلا أن ترامب، الذي أشرف على توقيع “اتفاقيات أبراهام” عام 2020، أعرب عن أمله في استغلال زخم الهدنة لضم السعودية إلى دائرة التطبيع.

وذكر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأن قطر التي توسطت مع الولايات المتحدة ومصر في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة – قد تكون أيضًا مرشحة للتطبيع مع إسرائيل.

سموتريتش: “لا تنسحبوا.. شدّوا السيطرة على الضفة”

ومن جهة أخرى، تصاعدت الضغوط اليمينية على نتنياهو؛ فقبيل مغادرته، ناشده وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب “الصهيونية الدينية”، بتعزيز السيطرة على الضفة الغربية، مُستخدماً التسمية التوراتية “يهودا والسامرة”، ومُحذراً من أن “إسرائيل ستخسر كل شيء إذا لم تُحقق نصراً كاملاً في غزة”.

وكان حزب “أوتسما يهوديت” اليميني قد انسحب من الائتلاف الحكومي احتجاجاً على الصفقة، بينما هدد سموتريتش بالانسحاب إذا استمر وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، أكد بيني غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية”، أن الزيادة “حاسمة لمستقبل إسرائيل”، وقال في تغريدة: “اللقاء مع الرئيس ترامب بالغ الأهمية لتأمين عودة جميع الرهائن، والتنسيق لمواجهة التحدي الإيراني، وتوسيع دائرة التطبيع، وإزالة حكم حماس.”

صحة نتنياهو تحت المجهر.. و”طبيب خاص”

على متن الطائرة أثار وجود طبيب القلب الإسرائيلي إيال هيلر، الذي رافق نتنياهو في زيارته تساؤلات حول وضع رئيس الوزراء الصحي، خاصة بعد خضوعه لجراحة بروستاتا في ديسمبر الماضي، وتركيب جهاز تنظيم ضربات القلب في وقت سابق. ولم يعلق مكتب نتنياهو على الأمر، لكن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن نتنياهو البالغ 74 عاماً يخضع لمراقبة طبية مستمرة.

شاركها.
Exit mobile version