اعلان

في خطوة لافتة تُظهر الحرص على تعزيز التواصل بين البلدين، أجرى قائدَا الجيشين الهندي والباكستاني اتصالًا هاتفيًا لبحث التطورات الأخيرة وسبل تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.

وأفادت المصادر الإعلامية الهندية الرسمية بأن هذا الاتصال جاء في إطار الجهود المبذولة لتخفيف حدة التوترات على طول الحدود المشتركة بين الجارتين النوويتين.

وسبق هذا الاتصال إعلان الجيش الهندي عن تأجيل الاجتماع الذي كان مقررًا الاثنين بين رئيسي العمليات العسكرية في البلدين، والذي كان يهدف إلى مناقشة الخطوات العملية لتطبيق الاتفاق وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وأكدت المصادر أن هذا القرار يأتي في ظل الحاجة إلى المزيد من التشاور الداخلي قبل الدخول في مشاورات ثنائية بهذا المستوى.

تجدر الإشارة إلى أن باكستان لم تصدر أي تعليق رسمي بشأن خطط الاتصال.

استمرار الهدوء النسبي وردود الأفعال الرسمية

من جهة أخرى، أشارت التقارير إلى أن الهدوء النسبي عاد إلى الحدود خلال الساعات الماضية، حيث لم تسجل أي حوادث إطلاق نار أو انفجارات منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، رغم بعض الانتهاكات الطفيفة التي جرى الإبلاغ عنها في الأيام الأولى.

وفيما يتعلق بالموقف الرسمي، أكدت وزارة الخارجية الهندية أن نيودلهي تواصل التزامها بوقف إطلاق النار، معربة عن استعدادها لاتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على الاستقرار.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش الهندي أبلغ الجانب الباكستاني عبر “الخط الساخن” بملاحظاته حول الانتهاكات المزعومة، مؤكدةً نية الهند الرد على أي خروقات مستقبلية إذا استدعت الضرورة.

موقف الهند من الوساطة الدولية

على صعيد موازٍ، تستعد الهند لإظهار موقفها بشكل رسمي وواضح من خلال كلمة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الاثنين.

ومن المتوقع أن يتناول مودي في كلمته الجهود المبذولة لتهدئة التوترات، فضلًا عن الخطوات المستقبلية التي تعتزم الحكومة الهندية اتخاذها للتعامل مع التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.

ويأتي الاتصال الهاتفي بين قائدي الجيشين في وقت حساس تتزايد فيه الأصوات الدولية الداعية إلى ضبط النفس، لا سيما بعد الوساطة الأمريكية التي أسفرت عن وقف إطلاق النار السبت الماضي. ومع ذلك، تظل الهند ثابتة في موقفها الرافض لأي دور دولي مباشر في حل النزاعات مع باكستان، مؤكدةً أن هذه القضايا يجب أن تعالج مباشرة بين الطرفين.

خلفية التوترات بين البلدين

تجدر الإشارة إلى أن التوترات الأخيرة بدأت عندما اتهمت الهند باكستان بدعم هجوم أسفر عن مقتل 26 شخصًا، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة. كما اندلعت اشتباكات عنيفة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. وبينما دعت باكستان إلى تحقيق دولي محايد، أكدت الهند أنها استهدفت مواقع مرتبطة بما وصفتها بـ”البنية التحتية للإرهاب”، وهو ما وصفته باكستان بأنه اعتداءات على مواقع مدنية.

على صعيد النزاع المستمر حول كشمير، تواصل كل من الهند وباكستان المطالبة بالسيادة الكاملة على الإقليم، رغم تقاسم السيطرة عليه منذ عقود.

وتتهم الهند جارتها بدعم التمرد في الجزء الخاضع لها من كشمير الذي بدأ في عام 1989، بينما تقول باكستان إنها تقدم فقط دعمًا معنويًا وسياسيًا للمطالبين بالاستقلال.

شاركها.
Exit mobile version