بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة “غالوب” أن عدد الأميركيين الذين يستهلكون المشروبات الكحولية تراجع إلى أدنى مستوى له منذ ما يقارب 90 عاماً، في ظل تنامي القناعة بأن حتى الشرب المعتدل يشكل خطراً على الصحة.

وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي أُجري في تموز/يوليو الماضي و نُشر مؤخّرا، قال 54% من البالغين في الولايات المتحدة إنهم يشربون الكحوليات مثل الخمر والنبيذ والجعة، وهو أدنى مستوى تُسجله المؤسسة منذ بدء رصد هذه النسبة قبل نحو تسعة عقود، متراجعاً بنقطة مئوية عن أدنى مستوى سابق.

كما كشف الاستطلاع أن نسبة قياسية بلغت 53% من الأميركيين يرون أن الشرب المعتدل “ضار بالصحة”، مقارنة بـ28% فقط عام 2015، ويعود هذا الارتفاع بشكل كبير إلى فئة الشباب الذين يرون أن تناول “مشروب أو مشروبين يومياً” قد يشكل خطراً، فيما ازدادت نسبة القلق أيضاً لدى الفئات الأكبر سناً.

تغير في القناعات حول فوائد الكحول

لأعوام عديدة، اعتقد كثيرون أن الشرب المعتدل قد يكون مفيداً للصحة القلبية، استناداً إلى دراسات غير مكتملة لم تشمل غالباً الفئات الأصغر سناً ولم تثبت علاقة سببية واضحة. لكن الإجماع العلمي تغيّر، وأشارت أبحاث حديثة إلى أن الكحول يسبب أضراراً صحية كبيرة ويعد من أبرز مسببات السرطان.

وقال الجراح العام الأميركي السابق فيفيك مورثي مطلع العام إن الكحول “سبب معروف وقابل للتجنب لنحو 100 ألف حالة إصابة بالسرطان و20 ألف حالة وفاة سنوياً في الولايات المتحدة”، داعياً إلى وضع تحذيرات واضحة على عبوات المشروبات الكحولية.

حالياً، توصي الإرشادات الغذائية الأميركية بعدم الشرب، أو الاكتفاء بمعدل لا يتجاوز مشروبين يومياً للرجال ومشروباً واحداً للنساء. ومن المتوقع أن تصدر الحكومة إرشادات جديدة قبل نهاية العام، بأمر من وزير الصحة روبرت ف. كينيدي جونيور الذي وعد بتغييرات كبيرة، من دون الإفصاح عن ماهيتها.

انخفاض بارز بين الشباب والنساء

أظهر الاستطلاع أن التراجع في استهلاك الكحول واضح بين النساء والشباب، إذ كان الشباب قبل عقدين من أكثر الفئات شرباً للكحول، أما الآن فقد انخفض معدل استهلاكهم إلى ما دون معدلات الفئات الأكبر سناً.

ولفتت “غالوب” إلى أن الانخفاض في استهلاك الكحول لا يبدو مرتبطاً بالتحول إلى مواد مخدرة أخرى مثل الماريجوانا، إذ رغم أن استخدامها ارتفع مقارنة قبل عقد، فإنه بقي ثابتاً نسبياً في السنوات الأربع الماضية.

حتى بين من لا يزالون يستهلكون الكحول، فإن وتيرة الشرب انخفضت. فقد أفاد نحو نصف من يرون أن الشرب المعتدل ضار بأنهم تناولوا مشروباً كحولياً في الأسبوع السابق، مقارنة بـ70% ممن لا يعتبرون الشرب مضرّاً. كما قال ربع المستطلعين فقط إنهم شربوا خلال 24 ساعة سابقة، وهي أدنى نسبة تسجلها “غالوب” في تاريخ استطلاعاتها، فيما أشار 40% إلى أن آخر مرة شربوا فيها كانت قبل أكثر من أسبوع.

شاركها.
Exit mobile version