وسجّل الدولار يوم الأربعاء تراجعًا ملحوظًا مقابل العملات الكبرى، عقب ردود فعل قوية من الصين على الإجراءات الجمركية الأمريكية. وهبط الدولار بنسبة 1.29% مقابل الين الياباني بحلول الساعة 8:15 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ليسجل 144.32537، وهو أدنى مستوى له منذ الثاني من تشرين الأول/أكتوبر.
وكانت الرسوم قد شملت ضرائب عقابية بنسبة 104% على واردات المنتجات الصينية، وطالت عشرات الشركات التجارية، ما أشعل التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورداً على هذه الخطوة، أعلنت وزارة المالية الصينية أنها سترفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من 34% إلى 84%، اعتبارًا من العاشر من نيسان/أبريل، ما تسبب بمزيد من الاضطراب في الأسواق العالمية، وأدى إلى تذبذب في تداولات ما قبل السوق الأمريكية، وانعكاسات واضحة على أسعار النفط.
وسارع وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى الرد على التصعيد الصيني، معتبرًا أن بكين ستكون الخاسر الأكبر في هذه الحرب التجارية، داعيًا إياها إلى العودة لطاولة المفاوضات، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
كما حذّر بيسنت من أي محاولة صينية لخفض قيمة عملتها بهدف التحايل على الرسوم الجديدة، مشددًا على أن “مثل هذه الخطوة لن تنجح”. ووصف أيضًا احتمال انضمام أوروبا إلى جانب الصين في هذه الأزمة بأنه “انتحار اقتصادي”، قائلاً إن أوروبا ستكون “كمن يقطع رقبته بنفسه”.
وفي موازاة ذلك، دعا ترامب عبر منشور على منصة “تروث سوشيال” الشعب الأمريكي إلى التحلي بالهدوء، مؤكدًا أن “كل شيء سيسير على ما يرام”.
وتأتي هذه التصريحات في محاولة واضحة لتهدئة الأسواق، لا سيما في ظل ازدياد التوتر في الأوساط السياسية والتجارية داخل الولايات المتحدة.
وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قد أعلن الأسبوع الماضي أن البنك المركزي سيعتمد سياسة “الانتظار والترقب”، في المقابل، تواصل الأسواق المراهنة على انخفاض إضافي متوقّع في أسعار الفائدة خلال عام 2025.