بقلم:&nbspLiv Stroud&nbsp&&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى برلين يوم الأربعاء 23 تموز/يوليو لإجراء مباحثات على العشاء مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس.

وقال ميرتس إن سيناقش مع ماكرون مفاوضات التعريفة الجمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث يقترب الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 30% على السلع الأوروبية بسرعة. ويُعتقد أن التوصل إلى اتفاق وشيك.

ومن المتوقع أيضًا أن تكون سياسة الدفاع المشترك على رأس جدول الأعمال، لا سيما وسط التوترات المتزايدة المحيطة بالطائرة المقاتلة من طراز “النظام الجوي القتالي المستقبلي” (FCAS) التي من المقرر أن يتم بناؤها في أوروبا بين فرنسا وألمانيا وإسبانيا. ومن المتوقع أن تكون هذه الطائرات جاهزة بحلول نهاية العقد الحالي وتدخل الخدمة في عام 2040.

تأتي نصف القوة الاقتصادية لمنطقة اليورو تقريبًا من فرنسا وألمانيا.

الدفاع يهيمن على المباحثات

الصراع مهدد بالاشتعال بعد أن أصبح الصراع على الطائرات المقاتلة، حيث إن الشركات الثلاث، داسو الفرنسية، وإيرباص الألمانية، وشركة إندرا سيستماس الإسبانية، متنافسة تقنيًا، ويقال إن الفرنسيين يحاولون الهيمنة على العملية.

كما أن مشروع دبابات (نظام القتال الأرضي الرئيسي) الألماني الفرنسي (MGCS) مهدد هو الآخر بالتعرض للمشاكل.

ويعتقد خبير العلاقات الفرنسية الألمانية في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية (DGAP)، جاكوب روس، في تصريح لـ”يورونيوز”، أن ماكرون يريد التمسك بمنظومة FCAS لأنها من أهم ركائز سياسته الأمنية والأوروبية منذ عام 2017.

ويرى روس أن ماكرون يفقد نفوذه، إذ من المقرر أن يتنحى بعد عام 2027، وفي العام المقبل ستبدأ المرحلة الساخنة من الحملة الانتخابية الرئاسية، ما سيجعل حضوره في المشهد محدودًا إلى حد بعيد.

وبرأيه، فإن هذا الواقع قد دفع ماكرون إلى المطالبة بإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأوروبا، غير أن المستشار الألماني لا يستطيع قبول مثل هذه المطالب فعليًا.

ويقول روس إن ذلك “سيجعله يبدو ضعيفًا، وسيتسبب في الكثير من الاستياء داخل السياسة والإدارة الألمانية، التي لا تزال تفكر وتقرر في كثير من الأماكن بطريقة عابرة للأطلسي إلى حد كبير، وترتاب في فرنسا”.

ويحذر من أن فشل مشروع FCAS قد يؤدي إلى “تأثير الدومينو”، لأن المشروع التوأم MGCS، المرتبط به ارتباطًا وثيقًا، سيكون أيضًا على حافة الانهيار.

ويضيف أن هذا الأمر حاسم في وقت تحاول فيه ألمانيا والاتحاد الأوروبي تعويض التراجع في الدعم الأميركي لأوكرانيا، بعد أن استعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة ووجّه اهتمامه بعيدًا عن أوروبا.

علاقة ثنائية تحت المجهر

كانت العلاقات بين فرنسا وألمانيا تُوصف بالفتور خلال فترة رئاسة أولاف شولتس للمستشارية. ومع ذلك، يشير المراقبون إلى تحسن واضح في التنسيق منذ تولي الحكومة الألمانية الجديدة السلطة قبل شهرين فقط.

وقد كثّف وزراء الدفاع والداخلية والخارجية في البلدين لقاءاتهم منذ ذلك الحين، في مؤشر على تنشيط قنوات التعاون الثنائي.

ومع ذلك، يقول روس إن المستشار والرئيس، كما جميع الأطراف المسؤولة، يدركون أن الصور الجيدة والتواصل لا تكفي وحدها. ويضيف: “هذه خطوة أولى، لكنها تشبه إلى حد بعيد السياسة الداخلية الألمانية: يجب تغيير المزاج العام واستعادة التفاؤل”.

وسيناقش الزعيمان خلال عشاء يستمر ساعتين ملفات عديدة، أبرزها السياسات الدفاعية، والطاقة، والصفقات التجارية، إلى جانب أولويات السياسة الأوروبية.

شاركها.
Exit mobile version