في إطار الجولة الرابعة من تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، ومع استمرار وقف إطلاق النار، وصل 25 أسيرًا فلسطينيًا إلى الضفة الغربية المحتلة يوم السبت، ضمن دفعة شملت أكثر من 180 أسيرًا تم الإفراج عنهم.
معظم الأسرى المفرج عنهم كانوا يقضون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة، بما في ذلك المؤبد. وفور نزولهم من حافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلدة بيتونيا قرب رام الله، استُقبلوا بحفاوة وسط تجمعات من المهنئين، حيث امتزجت الهتافات بدموع الفرح.
استقبال حافل وفرحة ممزوجة بالألم
أسامة عصيدة، أحد الأسرى المحررين، أمضى 23 عامًا في السجون الإسرائيلية من أصل 27 عامًا حُكم بها، قبل أن يتم الإفراج عنه يوم السبت.
وسط الهتافات، حمله أصدقاؤه وأقاربه على الأكتاف ولفوه بوشاح فلسطينيّ، فيما عبر عن مشاعره قائلاً إنه لا يستطيع وصف إحساسه بعد كل هذه السنوات وهو يعود إلى عائلته وأحبائه.
مشهد العناق والدموع لم يكن بعيدًا عن عائلة محمد قصقص، الذي أُفرج عنه بعد أن أمضى 22 عامًا من مدة حكمه البالغة 25 عامًا. ولم يتمالك والده، زكريا قصقص، مشاعره وهو يحتضن ابنه، قائلاً إنه انتظر هذه اللحظة منذ أكثر من عقدين ولا يمكنه وصف سعادته بها.
فرحة منقوصة وروايات عن صنوف العذاب داخل السجون الإسرائيلية
لكن تلك الفرحة كانت منقوصة، فقد تحدث الأسرى المحررون عن زملائهم الذين ما زالوا خلف القضبان، يعانون من المعاملة القاسية داخل السجون الإسرائيلية. وأكد محمد قصقص أن الأسرى في الداخل يتعرضون للقتل والتعذيب والتجويع والترهيب، معتبرًا أن حريته تبقى ناقصة طالما أن رفاقه لا يزالون في الأسر.
من جهته، أشار الأسير المحرر مراد حميدان، الذي كان يقضي حكمًا بالسجن المؤبد إضافة إلى 25 عامًا، إلى قسوة ظروف الاعتقال، مؤكدًا أن الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية يواجهون معاملة سيئة تهدد حياتهم بشكل يومي. وأوضح أن وضع هؤلاء الأسرى خطير، حيث يتعرضون لممارسات تزيد من معاناتهم المستمرة منذ سنوات.
وقد ذكر مكتب إعلام الأسرى أن المعتقلين الفلسطينيين المحررين تعرضوا لاعتداءات عنيفة استمرت لأيام متواصلة على أيدي سجانيهم، ما تسبب في إصابة عدد منهم بكسور. وأوضح أن هذه الانتهاكات تشكل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مما يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوضع حد لها ومحاسبة المسؤولين عنها.
ويُذكر أنه من بين الأسرى المفرج عنهم يوم السبت، سبعة تم ترحيلهم إلى المنفى في مصر. أما البقية، فقد أُفرج عنهم إما في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. ويأتي هذا الإفراج ضمن اتفاق يقضي بإطلاق سراح ألف معتقل فلسطيني خلال الأسابيع المقبلة.