بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
بحسب تقرير لوكالة “رويترز”، يقول القادة الأوكرانيون إن هذه الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة والمصنّعة محليًا ساعدت في تعويض التفوق العددي والناري لروسيا. في غضون ذلك، عززت روسيا أيضاً إنتاجها من الطائرات المسيّرة وطوّرت تكتيكاتها وباتت تنتج الملايين منها سنوياً.
ويستخدم الأوكرانيون الطائرات المسيرة بأنواعها المتعددة: طائرات انتحارية، وأخرى للمراقبة، وتلك القاذفة، إضافة إلى طائرات مسيّرة تدمر طائرات مسيّرة أخرى.
على الرغم من بطء تقدم روسيا في الشرق والشمال، إلا أنها لحقت بركب إنتاج الطائرات المسيّرة، وصنعت طائرات مسيّرة على نطاق واسع. ومع ذلك، تبنت أوكرانيا ابتكار الطائرات بدون طيار، ونشرت طائرات تعمل بالألياف الضوئية محصنة ضد التشويش، وطائرات اعتراضية جوية، وأنتجت حوالي 30 ألف طائرة بدون طيار بعيدة المدى تستهدف المستودعات والبنية التحتية داخل روسيا.
قدرة على الصمود وفرصة للمزيد من الدعم
ونقلت “رويترز”عن خبير الأسلحة والمستشار الاستراتيجي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أوليكساندر كاميشين، قوله عندما سُئل عما سيحدث في حال توقف إمدادات الأسلحة الأمريكية: “يمكننا الصمود لأشهر. في عامي 2023 أو 2024، كان الوضع ليكون أسوأ بكثير – كنا نتحدث عن أيام أو أسابيع”.
وبحسب المحللين، فإن تفوق الطائرات المسيرة قد هيأ الساحة إلى حد ما وجعل أوكرانيا أكثر اكتفاءً ذاتيًا، كما أشاروا إلى تزايد الإمدادات العسكرية من الحلفاء الأوروبيين.
كان الاتحاد الأوروبي قد اقترح، أمس الأربعاء، تأسيس صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو (115 مليار دولار) لدعم أوكرانيا في ميزانية التكتل المقبلة للفترة ما بين العامين 2028 و2034. واوضح مفوض الموازنة الأوروبي بيوتر سيرافين إنه “التزام طويل الأمد حيال تعافي أوكرانيا وإعادة إعمارها”، مضيفا أن هذا المبلغ سيضاف إلى الموازنة المحددة.
اعتماد عسكري أساسي على الطائرات المسيّرة
الطائرات بدون طيار مسؤولة الآن عن حوالي 69% من الضربات على القوات الروسية و75% من تلك التي تستهدف المركبات في عام 2024، بينما تمثل المدفعية حوالي 15-18% فقط. ومع ذلك، يحذر المحللون من أن الطائرات بدون طيار لا يمكنها أن تحل محل المدفعية الثقيلة بالكامل، فلمضاهاة القوة التدميرية لقذيفة مدفعية، ستحتاج إلى عشرات الطائرات بدون طيار.
يعتمد دفاع أوكرانيا أيضًا على إنتاج الأسلحة المحلي – الذي يغطي الآن 40% من احتياجاتها – وزيادة المساعدات العسكرية من أوروبا، التي تجاوزت الولايات المتحدة في إجمالي المساهمات (72 مليار يورو مقابل 65 مليار يورو). ومع ذلك، لا تزال أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على أنظمة الدفاع الجوي التي توفرها الولايات المتحدة (مثل صواريخ باتريوت) والاستخبارات عبر الأقمار الصناعية.
ووفقًا لفاديم سوخاريفسكي، قائد قوات الطائرات المسيرة في أوكرانيا حتى أوائل يونيو/ حزيران، فإن إنتاج كييف المخطط له هذا العام لـ 30 ألف طائرة مسيرة بعيدة المدى، مصممة لمهاجمة أهداف في عمق روسيا مثل مستودعات الأسلحة ومنشآت الطاقة، يمنح أوكرانيا تهديدًا هجوميًا متزايدًا.
وصرح سوخاريفسكي في مقابلة أجريت معه أثناء توليه منصبه، أن متوسط تكلفة طائرة مسيرة هجومية بعيدة المدى يتراوح بين 50 ألف و300 ألف دولار، أي أقل بعشر مرات تقريبًا من تكلفة صاروخ ذي مدى مماثل، على الرغم من أن الرأس الحربي للطائرة المسيرة أصغر.
يقول المسؤولون الأوكرانيون إن ازدهار الطائرات المسيرة يمنحهم مساحةً للتنفس ودفاعًا أكثر استدامة، وقد يصمدون لأشهر حتى لو توقفت المساعدات الأمريكية. ومع ذلك، يتطلب النجاح على المدى الطويل دعمًا مستمرًا، لا سيما في مجالات المدفعية والدفاع الجوي والاستخبارات.
دعم أمريكي بعد رضا ترامب
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أسلحة جديدة لأوكرانيا وهدد بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية بعد مهلة مدتها 50 يوما ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام، مشيراً إلى أن “الناتو سيتكفل بكل مصاريف الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا التي بالفعل قد تم شحنها لتصل لأوكرانيا”.
كان الكرملين قد أعلن، الثلاثاء، أن روسيا تحتاج إلى وقت للرد على المهلة “الخطرة” التي منحها ترامب لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات إضافية، لكنها أبدت استعدادها لمحادثات جديدة مع كييف.
ورغم إعلان ترامب عن تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، نقلت “رويترز” عن مصدر أمني أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن بين حوالي 420 ألف قذيفة مدفعية استلمتها أوكرانيا منذ بداية هذا العام وحتى منتصف مايو/ أيار تقريباً، لم يكن من بين هذه القذائف سوى 160 ألف قذيفة من الولايات المتحدة.
كانت صحيفة “فايننشال تايمز” قد نشرت تقريراً أفاد بأن ترامب بحث خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الرابع من يوليو/تموز الماضي إمكانية تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى لشن ضربات داخل العمق الروسي.
لكن عندما سُئل ترامب، الثلاثاء، من قبل صحفيين في البيت الأبيض عن موقفه من فكرة استهداف أوكرانيا للعاصمة الروسية، رد بكل وضوح: “عليه (زيلينسكي) عدم القيام بذلك”. وأضاف، عندما وجه له سؤال حول إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى: “لا نتطلع إلى ذلك”.
