وتعد هذه القضية من أبرز القضايا المرتبطة بحركة #أنا_أيضا (#MeToo) التي وصلت إلى أروقة القضاء في فرنسا. وكان ديبارديو قد نفى مرارا ارتكاب أي خطأ، فيما أعلن محاميه أنه سيستأنف الحكم.
لكن القاضي تييري دونار قال إن رواية ديبارديو للأحداث لم تكن مقنعة.
إحدى المدعيتين، وهي عاملة ديكور تدعى أميلي كيه، روت أمام المحكمة أن ديبارديو حاصرها بين ساقيه وقام بملامسة جسدها بالكامل، متحرشا بها لفظيا، وقالت: “لمس كل شيء، بما في ذلك صدري. كنت خائفة، وكان يضحك”.
وأشار القاضي إلى أن اثنين من الشهود أكدا روايتها، في حين جاءت إفادات ديبارديو، الذي لم يكن حاضرا عند النطق بالحكم، متناقضة.
أما المدعية الثانية، فأكدت أنها تعرضت للتحرش من ديبارديو خلال التصوير وفي الشارع.
“قرار جميل”
ووصف محامي أميلي كيه الحكم بأنه “قرار جميل” ينصف ضحايا ديبارديو ويمنحهن الاعتراف الذي يستحقونه.
وتعود الوقائع إلى عام 2021، أي في وقت كان فيه ديبارديو قيد التحقيق رسميا في قضية أخرى تتعلق باتهامه باغتصاب ممثلة شابة عام 2018. وقد طلب الادعاء العام إحالة تلك القضية أيضا إلى المحاكمة.
وخلال المحاكمة الجارية، دافع ديبارديو البالغ من العمر 76 عاما عن نفسه قائلا إنه لا يعتبر أن وضع اليد على مؤخرة شخص يعد تحرشا جنسيا، واعتبر أن “بعض النساء يصدمن بسهولة”، وهو ما أثار موجة من الانتقادات.
القضية سلطت الضوء على الانقسام الحاد داخل المجتمع الفرنسي حول قضايا التمييز الجنسي والتحرش، إذ دافع بعض النجوم المخضرمين عن ديبارديو.
ورغم أن حركة “مي تو” لم تلق في فرنسا نفس الزخم الذي عرفته في الولايات المتحدة، فإن هذه القضية تشير إلى تغير تدريجي في نظرة المجتمع الفرنسي تجاه قضايا العنف الجنسي، خاصة في قطاع السينما.