بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

في مشهد مأساوي يعكس عمق الأزمة الإنسانية في غزة، تُضاف يوميًا أسماء جديدة إلى قائمة الضحايا الذين يفقدون حياتهم جراء نقص حاد في الغذاء والدواء، بينهم عشرات الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة الحصار المشدد المفروض على القطاع منذ أشهر. وسط تقارير طبية تُوثق ارتفاعًا مقلقًا في حالات الوفاة الناتجة عن سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية.

ودُفنت، السبت، في قطاع غزة، الرضيعة زينب أبو حليب (5 أشهر) بعد وفاتها جراء سوء التغذية الحاد، وهي آخر حالة تُضاف إلى سلسلة متزايدة من الوفيات الناتجة عن تدهور الوضع الإنساني في القطاع، وسط تحذيرات طبية من تحوّل الأوضاع إلى مجاعة شاملة.

وكانت زينب التي وُلدت قبل خمسة أشهر بوزن 3.2 كيلوغرام، قد وصلت الجمعة إلى قسم طب الأطفال في مجمع ناصر في حالة خطيرة، لكنها فارقت الحياة قبل بدء العلاج. عند وفاتها، لم يتجاوز وزنها كيلوغرامَين، في مؤشر صارخ على تدهور حاد في صحتها بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.

في مشرحة المستشفى، كشف العاملون عن جسد الرضيعة الهزيل، حيث بدت عظام صدرها بارزة، وكاحلها أضيق من إبهام أحد الموظفين بحسب تعبيره. وقد نُقل جثمانها إلى فناء المستشفى ملفوفًا بكفن أبيض، حيث شارك في جنازتها أفراد من العائلة وسكان المخيم.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، يوم السبت بوفاة 85 طفلًا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب أسباب مرتبطة بسوء التغذية، إلى جانب وفاة 42 بالغًا في نفس الفترة.

أوضح الدكتور أحمد الفرح، رئيس قسم طب الأطفال في مجمع ناصر الطبي، أن زينب كانت بحاجة إلى نوع خاص من الحليب الصناعي لعلاج حساسيتها تجاه حليب البقر، لكنه لم يكن متوفرًا.

وأضاف أن الرضيعة لم تكن تعاني من أمراض مزمنة، لكن نقص التغذية تسبب بإسهال مزمن وقيء مستمر، أدى إلى ضعف مناعتها، ثم إصابتها بعدوى بكتيرية وتسمم دموي، ما جعلها غير قادرة على البلع أو الاحتفاظ بالطعام داخل البطن.

وأشار الفرح إلى أن القسم، المخصص لاستيعاب 8 حالات فقط، يعالج حاليًا نحو 60 طفلًا مصابين بسوء التغذية الحاد، مع وضع فرش إضافية على الأرض لاستيعاب المرضى. كما تستقبل العيادة المتخصصة في المستشفى ما متوسطه 40 حالة أسبوعيًا.

وتعيش عائلة زينب في مخيم للنازحين، مثل مثل آلاف العائلات النازحة في غزة. وقالت والدتها، إسراء أبو حليب، التي تعاني هي الأخرى من سوء التغذية، إنها أرضعت ابنتها طوال ستة أسابيع قبل أن تضطر إلى استخدام الحليب الصناعي، لكنها فشلت في توفير النوع المناسب.

وأضافت: “مع وفاة ابنتي، سيتبعها آخرون. أسماؤهم على قائمة لا ينظر إليها أحد. أصبحنا مجرد أرقام. أطفالنا، الذين حملناهم تسعة شهور وربيناهم، أصبحوا الآن مجرد أرقام.”

وتشير تقارير طبية وإنسانية إلى تزايد حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة تحت ظروف حصار مطول. وقد قطعت إسرائيل دخول الغذاء والدواء والوقود والمساعدات إلى غزة بالكامل لمدة شهرين ونصف بعد انهيار الهدنة في مارس الماضي، بذريعة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن.

وفي مايو، خففت إسرائيل الحصار جزئيًا تحت ضغط دولي، وسمحت بدخول نحو 4500 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، تضمنت 2500 طن من أغذية الرضع والأغذية عالية السعرات. لكن متوسط 69 شاحنة التي تدخل القطاع يوميًا لا يزال دون الحد الأدنى المطلوب، الذي يجب أن يكون ما بين 500 و600 شاحنة يوميًا بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأشارت المنظمة إلى صعوبات كبيرة في توزيع المساعدات، نتيجة اقتحام جماعات من الجياع للشاحنات عند وصولها. كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ مايو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، معظمهم قرب مواقع توزيع المساعدات.

شاركها.
Exit mobile version