سيتنافس المدير العام الحالي للهيئة البرتغالي أنتونيو فيتورينو مع نائبته الأمريكية أيمي بوب على تولي إدارة المنظمة، في 15 أيار/مايو. وستجد نفسها في وضع غير مألوف إلى حد كبير بالنسبة لوكالة أممية إذ تتحدى موظفة أقل درجة المدير العام الذي يسعى لولاية ثانية يعد الظفر بها أمرا سهلا في الأحوال العادية.

قد تكون المنظمة الدولية للهجرة التي تنتخب مديرها العام الأسبوع المقبل من بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة الأحدث والأقل شهرة، لكن توكل إليها مهمة التعامل مع مئات ملايين المهاجرين حول العالم.

لكن ما هي المنظمة التي يتنافسان على إدارتها؟

تأسست المنظمة الدولية للهجرة قبل أكثر من 70 عاما، إلا أنها دخلت كنف الأمم المتحدة قبل أقل من عقد.

تمثّل الهدف من تأسيسها سنة 1951 في المساعدة للاستجابة إلى الفوضى وعمليات النزوح التي شهدتها أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية وأوكلت مهمة مساعدة حكومات القارة على تحديد بلدان إعادة التوطين لحوالى 11 مليون شخص هجرّتهم الحرب.

وخلال خمسينات القرن الماضي، رتّبت نقل حوالى مليون مهاجر وانتقلت للعمل على أزمات أخرى حول العالم.

وبينما تمثّل دورها بداية بالتعامل مع العمليات اللوجستية في أوروبا، تطوّرت المنظمة الدولية للهجرة لتصبح اللاعب الدولي الأبرز المعني بالهجرة والنزوح الداخلي.

خدمة المهاجرين والحكومات

تعمل المنظمة الدولية للهجرة في حالات الطوارئ وتدافع عن حقوق المهاجرين فيما ترى في الهجرة الإنسانية والمنظمّة منفعة بالنسبة للأشخاص الساعين للانتقال والمجتمعات التي يستقرون فيها.

واليوم، باتت تضم 175 دولة عضوا إضافة إلى ثماني دول بصفة مراقب مع مكاتب في أكثر من مئة بلد.

ومع تزايد حجمها وأهميتها، يثير نهجها التقليدي القائم على توفير المشورة والمساعدة للمهاجرين والحكومات على حد سواء تناقضات وانتقادات.

ولعل أحد أنشطتها الأكثر إثارة للجدل برنامج العودة الطوعية الإنسانية الذي شملت استخداماته إعادة عشرات آلاف المهاجرين من مختلف الجنسيات من ليبيا.

حكر على الولايات المتحدة؟

منذ البداية، اقتصرت إدارة المنظمة الدولية للهجرة تقريبا على الأميركيين.

وباستثناء الفترة بين العامين 1961 و1969 عندما تولى الهولندي باستيان هافمان إدارتها ومنذ 2018 عندما تولى وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء البرتغالي السابق فيتورينو المنصب، كان جميع مدراء المنظمة العامين أميركيين.

ويحظى فيتورينو الذي تولى المنصب بعدما رفضت دول أعضاء مرشحا اقترحه الرئيس الأميركي حينذاك دونالد ترامب اتُّهم بإنكار التغيّر المناخي والتعصّب ضد المسلمين، بدعم قوي من البلدان الأوروبية.

لكن واشنطن تسعى جاهدة لاستعادة إدارة المنظمة إذ تدعم بحماسة ترشّح بوب (49 عاما) لتصبح أول امرأة تديرها.

وأكدت بوب لفرانس برس في وقت سابق هذا العام أن الهدف من ترشحها للمنصب ليس إعادة زمام المنظمة إلى واشنطن بل تطبيق رؤية تقوم على الانتقال بالهيئة إلى “القرن الحادي والعشرين”.

جديدة على الأمم المتحدة

في 2016، أي بعد 65 عاما على تأسيس المنظمة الدولية للهجرة، باتت وكالة تابعة للأمم المتحدة تقوم بعمليات أصغر وبالتوازي مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

واليوم، تضطلع بدور منسق وأمين سر شبكة الأمم المتحدة العالمية بشأن الهجرة التي تأسست سنة 2019.

وتنشط في حالات الطوارئ حول العالم بهدف مساعدة الأشخاص الذين ينتقلون على الصمود وبناء إمكانات ضمن الحكومات “للتعامل مع كافة أشكال وتداعيات التنقل”.

أهمية متزايدة

من أوكرانيا إلى السودان مرورا بهايتي وبنغلادش، تنشط المنظمة الدولية للهجرة في أكثر من 140 بلدا وتتولى مهمة سد احتياجات حوالى 281 مليون مهاجر ومئات الآلاف غيرهم ممن يعبرون الحدود بشكل غير منظّم حول العالم ويبقون خارج الإحصاءات الرسمية، بمن فيهم ضحايا تهريب البشر.

وعام 2021، ساعدت المنظمة الدولية للهجرة حوالى 32 مليون شخص واجهوا أزمات وقدّمت خدمات عادية للملايين غيرهم، وفق ما أفاد الناطق باسمها بول ديلون فرانس برس.

إضافة إلى ذلك، دعت حكومات المنظمة إلى اداء دور أكبر لدعم عشرات ملايين النازحين داخل بلدانهم نتيجة نزاعات أو كوارث طبيعية.

وازدادت ميزانية المنظمة بشكل كبير في السنوات الأخيرة من حوالى 1,7 مليار دولار عام 2018 إلى نحو ثلاثة مليارات دولار العام الماضي، وفق ما أفاد فيتورينو فرانس برس، بينما ازداد عدد موظفيها من 12600 إلى حوالى 20 ألفا خلال الفترة ذاتها.

شاركها.
Exit mobile version