دعا الدكتور يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى فتح تحقيق دولي مستقل وشامل في مقتل 15 مسعفًا فلسطينيًا بنيران الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في رام الله، طرح الخطيب تساؤلات عديدة حول ظروف مقتل الطواقم الطبية، قائلًا: “لماذا قُتلوا؟ كانوا يرتدون زيهم الرسمي، وأضواء سيارات الإسعاف كانت مشغّلة… لماذا تم تدمير سيارات الإسعاف بعد قتلهم؟ لماذا حُفرت الأرض لإخفاء المركبات؟ لماذا تم إخفاء الجثث؟ لماذا ولماذا؟ على إسرائيل أن تُقدّم إجابات عن كل ذلك. لهذا السبب، فإن مطلبنا الأول من المجتمع الدولي هو فتح تحقيق مستقل”.
وأضاف الخطيب: “نضم صوتنا إلى الدعوات المطالِبة بإجراء تحقيق نزيه وشامل في هذه الجريمة الوحشية، ومحاسبة المسؤولين عنها. لا حصانة لأحد، ولا أحد يجب أن يكون فوق القانون. كما ندعو أعضاء مجلس الأمن، فرادى وجماعات، إلى اتخاذ خطوات تضمن احترام القانون الدولي الإنساني”.
وكانتالقوات الإسرائيلية قد أطلقت النار، فجر 23 مارس/آذار، على فرق إنقاذ في حي تل السلطان بمدينة رفح، ما أسفر عن مقتل ثمانية من طواقم الهلال الأحمر، وستة من الدفاع المدني، بالإضافة إلى موظف أممي.
وأقدمت تلك القوات لاحقًا على دفن الجثث في مقبرة جماعية باستخدام الجرافات، إلى جانب المركبات المتضررة. ولم يتمكّن موظفو الإغاثة والأمم المتحدة من الوصول إلى الموقع وانتشال الجثامين إلا بعد مرور أسبوع على الحادثة.
وتراجعت الرواية الإسرائيلية الرسمية بشأن الحادث بعد ظهور مقاطع مصوّرة تُظهر بوضوح أن سيارات الإسعاف كانت تسير ببطء، وبأضوائها الوامضة وشعاراتها الظاهرة، متجهة لتقديم المساعدة لسيارة إسعاف أخرى كانت تعرضت لإطلاق نار سابق.
وكان جيش الدولة العبرية قد ادّعى في البداية أن إطلاق النار جاء نتيجة “اقتراب مشبوه” لسيارات الإسعاف من القوات دون تشغيل الأضواء أو الإشارات الطارئة. إلا أن مسؤولًا عسكريًا إسرائيليًا، تحدّث السبت بشرط عدم الكشف عن هويته، أقرّ بأن هذه الرواية كانت “خاطئة”، في تراجع رسمي عن الرواية الأولى.