بيزنس الأربعاء 11:13 ص

بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في
آخر تحديث

اعلان

دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يوم الثلاثاء، السلطات الإسرائيلية إلى السماح للصحافة الأجنبية بالوصول إلى قطاع غزة، وسط تصاعد التحذيرات من مجاعة تلوح في الأفق بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب المستمرة.

وفي مقابلة أجراها من شرق أوكرانيا مع إذاعة “فرانس إنتر”، قال بارو: “أطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها”.

وفي سياق متصل، دعا الوزير الفرنسي إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في القطاع، وذلك في أعقاب اتساع نطاق الهجمات الإسرائيلية ليشمل مدينة دير البلح وسط غزة. وقال بارو: “لم يعد هناك أي مبرر للعمليات العسكرية الجارية في غزة”، مضيفاً أن هذا الهجوم من شأنه “مفاقمة الوضع الإنساني الكارثي ودفع السكان نحو موجات نزوح قسري جديدة”.

من جانبها، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إنها أبلغت نظيرها الإسرائيلي بأن على الجيش الإسرائيلي “التوقف عن قتل مدنيين عند نقاط توزيع مساعدات في غزة”.

وكتبت كالاس على إكس أن “قتل مدنيين يطلبون مساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه. تحدثت مجددا مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لتأكيد تفاهمنا بشأن تدفق المساعدات وأوضحتُ أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس في نقاط التوزيع”.

بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن الصمت الدولي تجاه ما يجري في قطاع غزة يجعل من يلتزمون به “شركاء لإسرائيل” في ما وصفها بـ “الجرائم المرتكبة”، مؤكداً أن بلاده تواصل جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وفي كلمة ألقاها، شدد أردوغان على أن “السكوت على ما يحدث في غزة لن يلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده، بل كل من يلتزم الصمت”، معتبراً أن الضمير الإنساني “يجب أن يتحرك الآن”، وأن استمرار الصمت “لم يعد مقبولاً”.

ودعا الرئيس التركي المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف “إنساني وأخلاقي واضح” تجاه ما يجري، مشيراً إلى أن “الإنسانية تموت في غزة”، على حد تعبيره.

وأضاف أن غزة تشهد ما وصفه بأنه “واحدة من أكثر الفظائع خزياً في التاريخ الحديث”، مع تحميله حكومة نتنياهو المسؤولية المباشرة عما يجري.

مؤشرات “الجوع القاتل” في القطاع

ميدانياً، أفادت مصادر طبية في غزة بسقوط 23 قتيلاً فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي منذ فجر الثلاثاء. كما تم تسجيل حالتي وفاة لطفلين نتيجة سوء التغذية والجفاف، وسط تصاعد التحذيرات من خطر الموت الجماعي بسبب الجوع والعطش في القطاع المحاصر.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 20 شخصاً توفوا خلال الساعات الـ48 الماضية نتيجة الجوع، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للوفيات الناتجة عن سياسة “التجويع” الممنهجة، وفق تعبيرها، بلغ حتى الآن 86 حالة، بينهم 76 طفلاً.

وأفادت الوزارة بتسجيل حالات إغماء متعددة في مستشفيات غزة خلال الأيام الأخيرة، نتيجة سوء التغذية الحاد. وفي هذا السياق، صرّح مدير عام وزارة الصحة، الدكتور منير البرش، بأن الوضع الإنساني والغذائي بلغ مستويات “شديدة الخطورة”، مشيراً إلى تزايد حالات الوفيات والانهيار الجسدي في الشوارع بسبب الجوع.

وأضاف البرش أن القطاع يمر بمرحلة “مجاعة فعلية”، محذراً من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية، إلى جانب الاستهداف المباشر للمستشفيات.

ووفق بيانات وزارة الصحة، لم يتبقَ سوى 16 مستشفى عاملاً جزئياً من أصل 38 في قطاع غزة، في ظل حاجة متفاقمة للخدمات الصحية والمواد الغذائية.

غزة تقترب من “إعلان المجاعة”

وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، عبير عطيفة، إن قطاع غزة بات على أعتاب إعلان رسمي لحالة المجاعة بحلول شهر سبتمبر/أيلول المقبل، إذا استمرت العراقيل أمام دخول المساعدات الإنسانية.

وأضاف مدير الطوارئ في البرنامج، روس سميث، أن البرنامج لم يتمكن منذ منتصف مايو/أيار من إدخال أكثر من 10% من الاحتياجات الغذائية الأساسية إلى القطاع. ولفت إلى أن المساعدات المكدّسة خارج غزة تكفي لإطعام السكان مدة شهرين على الأقل، شريطة توفّر ظروف تشغيلية آمنة.

من جهتها، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال في غزة بلغ “مستويات كارثية”، مع غياب مقوّمات الحياة الأساسية، وتوقف أغلب المرافق الصحية عن العمل.

وفي تحذير محلي، أكدت شبكة المنظمات الأهلية في غزة أن الساعات المقبلة ستكون “حرجة للغاية” على حياة المدنيين، وخاصة الأطفال، في ظل غياب أي مساعدات غذائية طارئة، مشيرة إلى أن مؤشرات الانهيار الإنساني باتت ماثلة بقوة.

شاركها.
Exit mobile version