اعلان

أكدت بروكسل أن الاتحاد الأوروبي لن يقدم أي تنازلات بشأن لوائحه التنظيمية الخاصة بالتكنولوجيا والرقمنة في إطار المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.

وجاء هذا التصريح ردًا على اتهام بيتر نافارو، المستشار البارز لترامب وأحد أشد المؤيدين للتعريفات الجمركية في البيت الأبيض، للاتحاد الأوروبي بشن “حرب قانونية” لاستهداف شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى. الاتهام جاء في مقال نشره نافارو في صحيفة “فاينانشيال تايمز”، انتقد فيه ما وصفه بـ”وابل من الأسلحة غير الجمركية” التي تعتمدها الدول الأجنبية.

وأوضح نافارو أن هذه الأدوات تشمل “التلاعب بالعملة، وتشوهات ضريبة القيمة المضافة، والإغراق، وإعانات التصدير، والشركات المملوكة للدولة، وسرقة الملكية الفكرية، ومعايير المنتجات التمييزية، والحصص، والحظر، وأنظمة الترخيص غير الشفافة، والإجراءات الجمركية المعقدة، وتفويضات توطين البيانات، فضلًا عن اللجوء المتزايد إلى ‘حرب القوانين’ في أماكن مثل الاتحاد الأوروبي ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية”.

وقال إن “الولايات المتحدة ستفرض الآن تعريفات جمركية أعلى بكثير، إلى جانب حواجز غير جمركية ساحقة، رداً على ما تفرضه الدول الأخرى علينا. الأمر يرتبط بالعدالة، ولا يمكن لأحد التشكيك في ذلك.”

واستخدمت إدارة ترامب العوامل التي أشار إليها نافارو لحساب ما يُعرف بـ”الرسوم الجمركية المتبادلة”، وهي أرقام رفضتها الدول الأخرى باعتبارها غير دقيقة.

وفي هذا الإطار، فرض ترامب على الاتحاد الأوروبي تعريفة بنسبة 20%، والمقرر بدء تطبيقها يوم الأربعاء. وقد أعرب المسؤولون في بروكسل عن رفضهم لهذه الصيغة، واصفين إياها بأنها “غير موثوقة ولا مبررة”.

ونشر البيت الأبيض تقريرًا بعنوان “حواجز التجارة الخارجية” يتألف من 397 صفحة، يوضح فيه العقبات التي تعتبرها الولايات المتحدة معيقة لوصولها إلى الأسواق الدولية.

ويخصص التقرير فصلًا للاتحاد الأوروبي، يستعرض “الحواجز المستمرة”، مثل قواعد الصحة والصحة النباتية، القيود على اللحوم المعالجة بالهرمونات، متطلبات اللغة في الخدمات السمعية والبصرية، والدعم الحكومي لشركة إيرباص.

كما يشير التقرير إلى تشريعات أوروبية حديثة تهدف إلى تنظيم الإنترنت، بما في ذلك قانون الخدمات الرقمية (DSA)، وقانون الأسواق الرقمية (DMA)، وقوانين البيانات والذكاء الاصطناعي.

وأبدت شركات وادي السيليكون اعتراضها المتكرر على هذه القواعد، وضغطت على إدارة ترامب لتبني موقف أكثر حزمًا تجاه بروكسل لتجنب غرامات بمليارات الدولارات. وكان قادة بارزون من شركات التكنولوجيا الكبرى حاضرين خلال حفل تنصيب ترامب في يناير.

وتخضع كل من Apple وMeta وAlphabet للتحقيق ضمن إطار هيئة السوق المالية، التي تركز على معالجة الممارسات غير القانونية المرتبطة بالهيمنة السوقية.

في الوقت نفسه، تواجه شركة “أكس” (تويتر سابقًا) فحصًا دقيقًا بشأن احتمالية عدم امتثالها لقانون الخدمات الرقمية (DSA)، الذي يستهدف المحتوى غير القانوني والمعلومات المضللة. كما تخضع خدمتا Instagram وFacebook، التابعتان لشركة Meta، لتحقيقات منفصلة ضمن سلطة دبي للخدمات الرقمية.

وتقترب بعض الإجراءات من الاكتمال، ومن المتوقع أن تعلن بروكسل نتائجها، والتي قد تتضمن فرض غرامات، خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع إعلان ترامب عن تعريفات جمركية واسعة النطاق، مما أثار تكهنات حول احتمال ربط القضيتين في المفاوضات الجارية.

لكن، وبعد الهجوم الواسع الذي شنه نافارو يوم الثلاثاء، أكدت المفوضية الأوروبية أنه لن يتم ربط الملفين، وأن التعريفات الجمركية وشركات التكنولوجيا الكبرى سيتم التعامل معهما على مسارات منفصلة.

ويصر المسؤولون على أن الإجراءات المتعلقة بهيئة السوق وهيئة الخدمات الرقمية تمثل التزامًا قانونيًا وليس خيارًا، لأنها تستند إلى تطبيق قواعد أقرها المشرعون المعنيون.

اعلان

“هناك الكثير من الضوضاء، إن جاز التعبير، مقبلة من واشنطن، وأحيانًا من وسائل التواصل الاجتماعي أو خلال المقابلات. يجب أن نبقى هادئين ونركز على ما يحدث فعليًا من حيث السياسات الملموسة”.

ورداً على سؤال بشأن إمكانية مناقشة “الحواجز غير الجمركية” الأخرى التي حددها البيت الأبيض خلال المحادثات، قال غيل إن بروكسل لا تتفق مع التقييم الأمريكي “لما يشكل حاجزًا غير جمركي”.

وتشير الحواجز غير الجمركية تقليديًا إلى أدوات مثل التراخيص والحصص والحظر وقواعد المنشأ، التي تهدف إلى تقييد الواردات. وأضاف غيل: “نحن واضحون تمامًا بشأن ما تمثله الحواجز غير الجمركية وما لا تمثله، وسنوضح هذه النقاط بجلاء خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة”.

وزاد بالقول: “لن نتراجع عن معاييرنا العالمية الرائدة في مجال صحة الأغذية وسلامتها، لا مع الأمريكيين ولا مع أي طرف آخر.”

اعلان

واستهدفت واشنطن بشكلٍ خاص نظام ضريبة القيمة المضافة الذي تعتمد عليه معظم دول العالم، بما في ذلك جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، لتحصيل الإيرادات. وتعد الولايات المتحدة واحدة من الدول القليلة التي لا تطبق هذا النظام.

وفي مقابلة مع قناة CNBC، انتقد نافارو بشدة استخدام ضريبة القيمة المضافة، قائلاً: “أي شخص يريد التحدث إلينا، فليخاطبنا بشأن خفض الحواجز غير الجمركية”. وأضاف: “تفرض فيتنام ضريبة قيمة مضافة بنسبة 10%، وأوروبا بنسبة 19%. لا يمكننا منافسة ذلك”.

وتجدر الإشارة إلى أن أوروبا لا تعتمد نظام ضريبة قيمة مضافة موحدًا، حيث تتراوح المعدلات بين 17% و27%.

من جانبها، حاولت المفوضية الأوروبية الرد على شكاوى البيت الأبيض بشأن ضريبة القيمة المضافة، مشيرة إلى أن الضريبة ليست تمييزية وتطبق بالتساوي على جميع المنتجات، سواء كانت مصنوعة محليًا أو مستوردة من الولايات المتحدة.

اعلان

كما رأت أن إلغاء هذه الضريبة سيكون غير قابل للتطبيق عمليًا لأنه سيحد من الإيرادات العامة للدول الأعضاء، في وقت تواجه فيه الميزانيات ضغوطًا متزايدة بسبب الركود الاقتصادي.

وتأتي هذه التطورات بعد يومٍ واحد من رفض ترامب عرض أورسولا فون دير لاين بإلغاء الرسوم الجمركية على جميع السلع الصناعية، ودعوته التكتل إلى زيادة مشترياته من الطاقة الأمريكية.

شاركها.
Exit mobile version