خلال النهار، يعمل غيلبرت حنوش في بنك استثماري، مثل آلاف الفرنسيين. هو مدمن على ممارسة الرياضة، إذ يقضي بقية وقته خارج دوام العمل وهو يركب دراجته الهوائية.
أسبوعيًا، يقود غيلبرت الدراجة لحوالي 600 كيلومتر، أي مسافة تعادل مرحلتين من سباق فرنسا للدراجات. يشير إلى تعلقه المفرط بالنشاطات البدنية قائلًا: “يمكن أن يكون الأمر مزعجًا بعض الشيء عندما لا تقوم به”.
ولع الشاب الفرنسي بالدراجات دفعه إلى إنفاق 40 ألف يورو على ست منها، حيث أصبح شغفه يستهلك كل شيء في حياته، يدمر علاقاته الاجتماعية، ويؤثر على التزاماته العائلية، حتى بات الوقت الذي يقضيه مع ابنتيه شبه معدوم.
وفقًا للأطباء، فإن 10% من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يعانون من إدمان عليها، وشيئًا فشيئًا تظهر عليهم أعراض “البيجوريكسيا”، وهو اضطراب يجعلهم غير راضين عن أجسادهم، ويشغلهم بشكل مفرط بكيفية تقليل كتلة الدهون وزيادة الكتلة العضلية.
وبحسب الدكتور ستيفان كاسكوا، فإن الإدمان على الرياضة يشبه إلى حد كبير إدمان المخدرات، لأن الجسم يفرز هرمون “الإندورفين” أثناء ممارسة النشاط البدني، وهو ما يٌعرف اصطلاحا “بهرمون السعادة”. وعلى غرار المخدرات، يمكن للإفراط في ممارسة الرياضة أن يدمر الحياة.
من جهتها، تحكي كارول، وهي سيدة في التاسعة والأربعين من عمرها، كيف أنها تمارس الرياضة بشكل مفرط يصل إلى 7 ساعات يوميًا.
فعلى مدار السنوات الأربع الماضية، شغلت كارول نفسها بالسباحة والجري وركوب الخيل والدراجات، لكنها وصلت إلى نتيجة غير مرضية. إذ تقول بحسرة: “يخبرني الناس أنني محظوظة لأنني أمارس الرياضة طوال اليوم (…) إنها كالمخدرات”.
وتضيف أن ممارستها المفرطة للتمارين البدنية تسببت في طلاقها وخسارة أقرب أصدقائها، وتصف ذلك بأنه إدمان خفيّ، يُشعر الناس بالحرّية في البداية، قبل أن يسجنهم في النشاط الرياضي الذي يصل حدّ الهوس.