بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
تعرّض مبنى صحيفة نيويورك تايمز في مدينة نيويورك لأعمال تخريب يوم الأربعاء، بعد أن أقدمت الصحيفة على تعديل تقريرها بشأن “المجاعة” في قطاع غزة، والذي أثار موجة استنكار واسعة.
وأظهرت صور نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست قيام مجهولين برشّ عبارات على جدران المبنى جاء فيها: “NYT LIES, GAZA DIES” (نيويورك تايمز تكذب، غزة تموت).
ويأتي هذا الحادث بعد يوم من تعديل الصحيفة الأميركية لتقريرها الذي نُشر مؤخرًا حول “معاناة الفلسطينيين من المجاعة“، حيث أضافت توضيحًا مفاده أن الطفل الذي تصدّر القصة وصدر صفحتها الأولى، محمد زكريا المتوق، يعاني من حالة طبية مزمنة أثّرت على مظهره.
وقالت الصحيفة في بيان نُشر على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) “لقد حصلنا على معلومات جديدة، من بينها بيانات من المستشفى الذي عالج الطفل وسجلاته الطبية، وقد قمنا بتحديث قصتنا لإضافة سياق يتعلق بحالته الصحية السابقة.”
وجاء هذا التعديل استجابة لطلب من القنصلية الإسرائيلية العامة في نيويورك، بعد أن انتشرت صورة المتوق إلى جانب شقيقه بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أفادت به جيروزاليم بوست.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد أبلغت القنصلية صحيفة نيويورك تايمز بالحالة الطبية للطفل. ونقلت الصحيفة عن القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، أوفير أكونيس، قوله: “من المؤسف أن الإعلام الدولي يقع مرارًا ضحية لدعاية حركة حماس. فهم ينشرون أولاً، ثم يتحققون – إن فعلوا ذلك أصلاً.”
ردود فعل إسرائيلية غاضبة
وأثار تعديل التقرير ردود فعل غاضبة من مسؤولين إسرائيليين، من بينهم رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، الذي كتب عبر منصة X: “هذا أمر لا يُصدق. بعد أن أثارت نيويورك تايمز موجة كراهية ضخمة ضد إسرائيل باستخدام تلك الصورة المروّعة، تعترف الآن بهدوء أن الطفل كان يعاني من أمراض سابقة.”
وأضاف متهمًا الصحيفة: “كنتم تعلمون أن حماس تستخدم أطفالًا مصابين بأمراض مزمنة، وقد حذرناكم من ذلك مرارًا. كنتم تعرفون تمامًا تأثير هذه الصورة. هذه فرية دموية في عام 2025. ألا تخجلون؟”
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، هاجم الصحيفة خلال ظهوره في برنامج بيرس مورغان، ووصف استخدام صورة الطفل الفلسطيني على الغلاف بأنه “كذبة” و”فرية دموية”.
وقال دانون: “الصورة كانت كاذبة، والصحيفة تراجعت عنها. لكن الطريقة التي سُحب بها التقرير كانت أيضًا مخزية”، في إشارة إلى الاكتفاء بنشر التعديل عبر تغريدة على منصة X.
من جهته، علّق الصحفي المستقل ديفيد كوليير عبر المنصة نفسها قائلاً: “لا يوجد ما يُفرح في هذا. حتى شبكة BBC اضطرت إلى سحب وثائقي لأن بطله كان نجل وزير في حماس. والآن، على معظم وسائل الإعلام التقليدية أن تعترف باستخدامها لصور مضللة. لا يمكننا الوثوق بإعلام يستمر في الكذب علينا.”
وفي المقابل، خالف الإعلامي البريطاني بيرس مورغان هذه الاتهامات، وقال مدافعًا: “الطفل كان هزيلاً بوضوح. من الواضح أنه لا يأكل!”