بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب الدامية على قطاع غزة، ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يسدل الستار على واحدة من أعنف الحروب التي شهدها القطاع المنكوب. ومع نهاية الأعمال القتالية، تبدأ غزة في مواجهة مشهد مأساوي من الدمار الشامل.

اعلان

وكشفت صور الطائرات المسيرة حجم الخراب الذي لحق بمختلف المناطق في قطاع غزة، حيث غطت الأنقاض مساحات شاسعة، تاركة دمارا لا يمكن تجاهله. 

ويواجه سكان القطاع تحديات ضخمة في محاولة إعادة بناء حياتهم وسط هذه الفوضى المدمرة.

وقال حسين بركات، البالغ من العمر 38 عاما، والذي فقد منزله المكون من ثلاثة طوابق في مدينة رفح، إن المدينة أصبحت أشبه بمدينة أشباح. وأضاف أن الوضع بعد الحرب، التي استمرت 471 يوما، أصبح “خاليا من أي شيء في القطاع”، معبرا عن صدمته من حجم الدمار الذي اجتاح كل زاوية في المدينة.

وخلال حربها على غزة، تعرضت إسرائيل لاتهامات باستخدام سياسة “الأرض المحروقة” لتدمير الحياة في القطاع، وهي اتهامات تنظر فيها حاليا محكمتان دوليتان، بما في ذلك التحقيقات في جريمة الإبادة الجماعية.

وردت الدولة العبرية على هذه الاتهامات بنفيها، حيث أكدت أن جيشها كان يخوض معركة معقدة في مناطق مليئة بالسكان، مع السعي لتقليل الأضرار التي قد تصيب المدنيين والبنية التحتية، وفقا لما ورد من مصادر رسمية.

وقال ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مؤسسة بحثية بريطانية، إنه من المتوقع تسجيل الكثير من الضرر، عند النظر إلى مدة الحرب الإسرائيلية على غزة، ولبيئة القتال.

وأضاف أنه من الصعب التوصل إلى استنتاج شامل حول طبيعة الحرب الإسرائيلية، وأن ذلك يستدعي تقييم مدى التزام كل ضربة إسرائيلية بقوانين الصراع المسلح، ولكنه لا يعتقد أن وصف “الأرض المحروقة” كان دقيقًا.

وفي نوفمبر، اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن حجم الدمار في غزة كبير لدرجة أنه قد يشير إلى نية إسرائيل تهجير العديد من السكان بشكل دائم، وذلك في تقرير أصدرته المنظمة. 

من جانبها، نفت إسرائيل الاتهامات المتعلقة بتنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، مؤكدة أنها تسعى لوقف القتال وحماية المدنيين قدر الإمكان.

هذا وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة، سواء من الجو أو البر، إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية في القطاع، مما أسفر عن نزوح نحو 90% من سكانه. وبحسب التقارير، قد تستغرق عملية إعادة البناء عقودًا لتعود الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.

كيف تراكم الدمار؟

أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن تدمير المباني التي زعمت تل أبيب أنها تؤوي مقاتلين. كما ساهمت العمليات البرية، حيث دخلت القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة واشتبكت مع المقاتلين على الأرض، في تفاقم حجم الدمار.

وتسببت الدبابات الإسرائيلية في تدمير الطرق المعبدة، ما حولها إلى مسالك مليئة بالتراب، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.

وأفاد الخبراء، أن عمليات ردم الأنفاق التي نفذتها إسرائيل أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية في قطاع غزة.

وقال مايكل ميلشتاين، ضابط سابق في استخبارات الجيش الإسرائيلي، إن “إذا امتد نفق معين تحت منطقة حضرية، فإن كل شيء فيها يهدم”.

وأشارت التقارير، إلى أن إسرائيل دمرت المقابر والمدارس والمستشفيات، مدعية أن المقاتلين كانوا يستخدمون هذه الأماكن لأغراض عسكرية.

اعلان

كما تم تسوية مساحات واسعة من الأرض في المنطقة العازلة التي أنشأتها إسرائيل على طول حدودها مع غزة، وكذلك في ممر نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها، وعلى طول ممر فيلادلفي الذي يمتد على حدود غزة مع مصر.

المصادر الإضافية • أ ب

شاركها.
Exit mobile version