أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، مثنيًا على دورهم في حماية مستقبل البلاد، وذلك عشية الذكرى الثالثة لبدء الحرب.
وفي رسالة مصورة نُشرت يوم الأحد بمناسبة “يوم المدافعين عن الوطن”، رأى بوتين أن القوات الروسية هي “القوة الرئيسية” في هذا العيد الوطني الذي يُخصص سنويًا للاحتفاء بإنجازات الجيش الروسي ودوره في الدفاع عن البلاد.
وقال: “كلمات تهنئة خاصة لجنودنا وضباطنا المشاركين في العملية العسكرية الخاصة. فهم اليوم يخاطرون بأرواحهم ويظهرون شجاعتهم ويدافعون بحزم عن أرضهم ومصالحهم الوطنية ومستقبل روسيا“.
وشدد بوتين على أن الحرب في أوكرانيا لا تزال أولوية رئيسية بالنسبة لموسكو، مؤكدًا أن الجنود الروس يخوضون معركة ضرورية للحفاظ على سيادة البلاد وضمان استقرارها في المستقبل.
تعهدات بدعم عسكري متزايد
استغل بوتين خطابه في هذه المناسبة للإعلان عن تقديم دعم أكبر للقوات المسلحة الروسية، مشيرًا إلى أن الحكومة الروسية ستواصل تسليح الجيش بأحدث المعدات والأسلحة لمساعدته في تحقيق أهدافه.
وقال: “اليوم، بينما يتغير العالم باندفاع، فإن مسارنا الاستراتيجي لتعزيز القوات المسلحة وتطويرها لم يتغير”.
وأضاف أن موسكو ستواصل الاستثمار في قدرات الجيش الروسي، قائلاً: “سنواصل بناء القدرات القتالية والبحرية للجيش ورفع مستوى كفاءتهما، باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من أمن روسيا الذي يضمن سيادتها حاضراً ومستقبلاً، ويعزز تطورها المستمر”.
وأكد بوتين أن بلاده لن تتراجع عن جهودها في تعزيز قوتها العسكرية، مشددًا على أهمية دعم الجيش لمواكبة التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.
وقال الرئيس الروسي إن هؤلاء الجنود يقاتلون من أجل “السلام ومستقبل شعبنا”، مؤكدًا أن الدولة لن تتوانى عن تقديم الدعم اللازم لهم ولعائلاتهم.
ويُعتبر “يوم المدافعين عن الوطن” من المناسبات الوطنية المهمة في روسيا، حيث يتم الاحتفال به سنويًا تكريمًا للجيش والقوات المسلحة. وإلى جانب روسيا، تحتفل بهذا العيد كل من تركمانستان، بيلاروس، قيرغيزستان، كازاخستان، وطاجيكستان، وقد بدأ الاحتفال به لأول مرة عام 1919.
وكانت أوكرانيا تحتفل بهذا العيد أيضًا، إلا أنها ألغته رسميًا عام 1992، بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي.
ثلاثة أعوام من الحرب والتداعيات الإنسانية
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث منذ أن بدأت في 24 شباط/ فبراير 2022، والتي تصرّ موسكو على الإشارة إليها بـ”العملية العسكرية الخاصة”. انطلق الغزو الروسي من الأراضي الروسية، كما استخدمت موسكو الأراضي البيلاروسية كنقطة انطلاق لقواتها نحو أوكرانيا.
وقد أسفرت الحرب عن خسائر بشرية فادحة، مع صعوبة الحصول على أرقام دقيقة بشأن عدد القتلى، لكن صحيفة “وول ستريت جورنال” قدّرت في أيلول/ سبتمبر الماضي أن الحرب أدت إلى مقتل حوالي 250 ألف شخص، إضافة إلى إصابة 800 ألف آخرين بجروح.
وأدت الحرب إلى موجة نزوح واسعة، إذ اضطر نحو أربعة ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم داخل أوكرانيا، في حين تم تسجيل أكثر من ستة ملايين لاجئ أوكراني في مختلف أنحاء العالم.
ولم يكن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022 هو المرة الأولى التي تستهدف فيها موسكو جارتها الغربية، إذ سبق أن ضم الكرملين شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني في عام 2014، كما أطلق حملة عسكرية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، ما أدى إلى نشوب نزاع طويل الأمد أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، قبل أن يتحول إلى صراع شامل بعد ثماني سنوات.
المصادر الإضافية • AP