بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، يُطالب بوتين أوكرانيا بالتخلي عن كامل منطقة دونباس، والتخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والبقاء على الحياد، وإبقاء القوات الغربية خارج البلاد.

تنازل من بوتين وعرض جديد

وبحسب المصادر الروسية فإن بوتين قد تنازل عن مطالب إقليمية طرحها في يونيو/ حزيران 2024، والتي تشترط على كييف التنازل عن كامل المقاطعات الأربع التي تدّعي موسكو أنها تابعة لروسيا: دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا – اللتين تُشكّلان منطقة دونباس – بالإضافة إلى خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.

رفضت كييف هذه الشروط واعتبرتها بمثابة استسلام.

وفي مقترحه الجديد، تمسك الرئيس الروسي بمطلبه بانسحاب أوكرانيا الكامل من أجزاء دونباس التي لا تزال تسيطر عليها، في مقابل وقف موسكو خطوط المواجهة الحالية في زابوريجيا وخيرسون.

وتسيطر روسيا على حوالي 88% من دونباس و73% من زابوريجيا وخيرسون، بحسب “رويترز”.

وأضافت المصادر أن موسكو مستعدة أيضًا لتسليم الأجزاء الصغيرة التي تسيطر عليها من مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك في أوكرانيا كجزء من صفقة محتملة.

كما أن بوتين متمسك بمطالبه السابقة بأن تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” وبتعهد ملزم قانونا من التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة بأنه لن يتوسع شرقا أكثر، فضلا عن فرض قيود على الجيش الأوكراني والاتفاق على عدم نشر أي قوات غربية على الأرض في أوكرانيا كجزء من قوة حفظ السلام.

مع ذلك، لا يزال الجانبان متباعدين للغاية، بعد أكثر من ثلاث سنوات من إصدار بوتين أمرًا بدخول آلاف القوات الروسية إلى أوكرانيا في غزو شامل أعقب ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 والقتال المطول في شرق البلاد بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية.

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا فكرة الانسحاب من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليًا كجزء من صفقة، وقال إن منطقة دونباس تُمثل حصنًا يصدّ التقدم الروسي في عمق أوكرانيا.

وقال للصحفيين في تصريحات الخميس: “إذا كنا نتحدث عن الانسحاب من الشرق ببساطة، فلا يمكننا فعل ذلك. إنها مسألة بقاء لبلدنا، تتضمن أقوى خطوط دفاعية”.

في الوقت نفسه، يُعد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) هدفًا استراتيجيًا مُكرسًا في دستور البلاد، وهو هدف تعتبره كييف ضمانة أمنها الأكثر موثوقية. قال زيلينسكي إن قرار عضوية الحلف ليس بيد روسيا.

ترامب: بوتين يريد إنهاء الأمر

تسيطر القوات الروسية حاليًا على خُمس مساحة أوكرانيا، وهي مساحة تعادل مساحة ولاية أوهايو الأمريكية.

قالت مصادر مقربة من الكرملين لـ “رويترز” إن القمة التي عُقدت في مدينة أنكوريج في ألاسكا أتاحت أفضل فرصة للسلام منذ بدء الحرب، إذ دارت مناقشات محددة حول شروط روسيا، وأبدى بوتين استعداده للتنازل.

وحذرت المصادر من أنه لم يتضح لموسكو ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للتنازل عن ما تبقى من دونباس، وأنه إذا لم تفعل، فستستمر الحرب. وأضافوا أنه من غير الواضح أيضًا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف بالأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا أم لا.

وصرح ترامب بأنه يريد إنهاء “حمام الدم” في الحرب وأن يُذكر بأنه “رئيس صانع للسلام”. وقال، الإثنين، إنه بدأ الترتيب للقاء بين الزعيمين الروسي والأوكراني، يليه قمة ثلاثية مع الرئيس الأمريكي.

وقال ترامب وهو يقف بجانب زيلينسكي في المكتب البيضاوي: “أعتقد أن فلاديمير بوتين يريد إنهاء هذه الأزمة. أنا واثق من قدرتنا على حلها”.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس أن بوتين مستعد للقاء زيلينسكي، لكن يجب حل جميع القضايا أولاً، وأن هناك تساؤلاً حول صلاحية زيلينسكي في توقيع اتفاق سلام.

وأثار بوتين مراراً شكوكاً حول شرعية زيلينسكي، حيث من المقرر أن تنتهي ولايته في مايو/ أيار 2024، لكن الحرب تسببت في عدم إجراء انتخابات رئاسية جديدة حتى الآن.

وأعرب قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن تشككهم في رغبة بوتين في إنهاء الحرب.

التقى بوتين وترامب في ألاسكا يوم الجمعة الماضي في أول قمة روسية أمريكية منذ أكثر من أربع سنوات، وقضى معظم اجتماعهما المغلق، الذي استمر ثلاث ساعات، في مناقشة شكل التسوية المحتملة بشأن أوكرانيا.

وفي حديثه بعد ذلك إلى جانب ترامب، قال بوتين إن الاجتماع سيفتح الطريق نحو السلام في أوكرانيا، لكن لم يُفصّل أيٌّ من الزعيمين ما ناقشاه.

ضمانات أمنية لأوكرانيا

أفاد مصدران روسيان لـ “رويترز” أن المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، لعب دورًا محوريًا في تمهيد الطريق للقمة، وللجهود الأخيرة لتحقيق السلام.

التقى ويتكوف ببوتين في الكرملين في 6 أغسطس/ آب برفقة مساعد بوتين يوري أوشاكوف. وخلال الاجتماع، أبلغ بوتين ويتكوف بوضوح استعداده للتنازلات، وحدد الخطوط العريضة لما يمكن أن يقبله مقابل السلام.

وقال مصدر إنه إذا تمكنت روسيا وأوكرانيا من التوصل إلى اتفاق، فستكون هناك خيارات متعددة لاتفاق رسمي، بما في ذلك اتفاق ثلاثي محتمل بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، يحظى باعتراف مجلس الأمن الدولي.

وأضافت المصادر أن هناك خيارًا آخر يتمثل في العودة إلى اتفاقيات إسطنبول لعام 2022، حيث ناقشت روسيا وأوكرانيا حياد أوكرانيا الدائم مقابل ضمانات أمنية من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

شاركها.
Exit mobile version