حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، معلناً أن مخزونه الغذائي المتبقي يكفي بالكاد لإبقاء المطابخ العامة والمخابز عاملة لأقل من أسبوعين.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب قرار إسرائيل وقف إدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات إلى القطاع، الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتسعى إسرائيل من خلال هذه الخطوة إلى الضغط على حركة حماس للقبول باتفاق جديد، بعد ستة أسابيع من هدنة وصفت بالهشة.
ورغم أن إسرائيل سمحت بزيادة المساعدات الإنسانية خلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار، إلا أن برنامج الأغذية العالمي يؤكد أن مخزونه بدأ بالانخفاض بشكلٍ حاد، إذ أعطى الأولوية لإيصال الغذاء مباشرة للسكان في ظل الأوضاع المتدهورة.
وفي غضون ذلك، شهدت الأسواق في غزة موجة ارتفاع حادة في الأسعار، مع تهافت السكان على شراء الإمدادات الغذائية وتخزينها خوفاً من تفاقم الأزمة. ويؤكد فلسطينيون أن القرار الإسرائيلي زاد من معاناة الناس الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق وقف إدخال جميع المساعدات إلى قطاع غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وجاء القرار بعد رفض حركة حماس لمقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي تضمن تهدئة موقتة خلال شهر رمضان، وفق ما أفاد به مكتب نتنياهو.
وخلال اجتماع حكومته الأسبوعي، شدد نتنياهو على أنه “لن يكون هناك مزيد من الغذاء المجاني” لغزة، متهماً حماس بالاستيلاء على المساعدات وتحويلها لمصادر تمويل، بينما “تسيء معاملة المدنيين”، على حد تعبيره.
في المقابل، وصفت حركة حماس القرار الإسرائيلي بأنه “ابتزاز”، وحذرت من تداعياته الإنسانية، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية للسكان ونقص الإمدادات الأساسية.