بقلم: يورونيوز
نشرت في
في ظل تصاعد التوترات في الجنوب السوري، ودخول إسرائيلي شبه يومي إلى مناطق درعا والقنيطرة، بدأت تظهر مؤشرات على تحول جذري في الملف السوري، خاصة بعد تسريبات إعلامية عبر قنوات عبرية أفادت بوجود حوار غير مباشر بين دمشق وتل أبيب برعاية دولية.
هذه المؤشرات كشفت عن إمكانية عقد لقاء بين رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل.
ونقلت قناة “كان” العبرية عن مصدر سوري مطلع أن دمشق “لا تستبعد” إمكانية لقاء بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد المصدر أن الهدف من هذا اللقاء هو تعزيز الحوار المباشر بين البلدين، الذي يُعتبر خطوة غير مسبوقة منذ عقود من القطيعة.
وقالت القناة إن زيارة نتنياهو المتوقعة إلى الولايات المتحدة ستتضمن بحث العلاقات مع سوريا، فيما يخطط الشرع لزيارة نيويورك للمشاركة في الاجتماع الدولي، ما يفتح الباب أمام لقاء قد يكون تاريخياً.
العلاقات مع إسرائيل في أولوية الأجندة السورية الجديدة
وأكد المصدر السوري أن تعزيز العلاقة مع إسرائيل يحمل أهمية كبيرة في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن دمشق تسعى لـ”إعادة ضبط الحدود الجنوبية”، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المناطق الحدودية.
وأوضح المصدر أن المطلب الرئيسي للحكومة السورية خلال المحادثات هو انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب السوري بعد 8 ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، لكنه استبعد طرح قضية الجولان المحتل بشكل رسمي في الوقت الحالي، قائلاً: “ما زال الوقت مبكراً لذلك”.
الشرع: لا صراع مع إسرائيل
وفي تصريحات سابقة، أكد أحمد الشرع أنه “ليس في صدد الخوض في صراع مع إسرائيل ولا حمل معركة ضدّها”، مشدداً على أن الأولوية هي لبناء الدولة وإعادة الاستقرار الداخلي.
من جانبه، قال الموفد الأمريكي إلى سوريا، توم براك، إن الشرع “لا يكره إسرائيل”، وأنه يرغب في السلام على الحدود، وهو أمر “سيشمل لبنان أيضاً”، مضيفاً أن “اتفاقاً مع إسرائيل ضروري”.
إسرائيل تؤكد اهتمامها بالتطبيع مع سوريا ولبنان
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن اهتمام بلاده بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان ضمن إطار امتداد اتفاقيات أبراهام، وقال إن إسرائيل تسعى لتوسيع دائرة السلام في المنطقة، مع الحفاظ على مصالحها الأمنية.
وشدد ساعر على أن إسرائيل لن تتفاوض على التنازل عن مرتفعات الجولان في أي اتفاق محتمل مع سوريا، وهي نقطة ثابتة في السياسة الإسرائيلية.
ترامب يلمح إلى انضمام سوريا لاتفاقيات أبراهام
خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، لم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام، وقال إن إيران كانت العائق الأساسي أمام توسيع هذه الاتفاقات، وإن فتح دمشق صفحة جديدة قد يساهم في تغيير المعادلة الإقليمية.
وأضاف ترامب أنه رفع العقوبات عن سوريا، ويأمل أن تغير إيران سلوكها لتتمكن من رفع العقوبات عنها، مشيراً إلى أن الضغط الاقتصادي على طهران لا يزال كبيراً.