المناطق_واس
أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الأربعاء اختياره النائبة الديمقراطية السابقة والمناصرة له تولسي غابارد لتولي منصب مديرة الاستخبارات الوطنية، وهو ما يُتوقع أن يثير جدلاً كبيراً في جلسات التثبيت.
تعدّ غابارد، التي خدمت في الحرس الوطني للجيش، من الشخصيات المثيرة للجدل. ترشحت للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي عام 2020، لكنها أعلنت مغادرتها للحزب في 2022. بعد ذلك، دعمت ترامب وشاركت في حملته الانتخابية وعملت ضمن فريقه الانتقالي.
شهدت مسيرة غابارد تحوّلاً تدريجياً من رمزية ديمقراطية مستقلة إلى داعمة قوية لترامب، حيث أعلنت قبل انتخابات نوفمبر انضمامها للحزب الجمهوري بعد تأييدها لترامب وفقا لـ “البيان “.
لطالما اتسمت مواقف غابارد تجاه الجيش الأميركي بالتقدير لقوته مع التشكيك في استخدامه، وهو نهج ينسجم مع رؤى ترامب. وعلى غرار ترامب، اتخذت غابارد مواقف داعمة لبعض القادة الأجانب الذين يعتبرهم البعض خصوماً للولايات المتحدة، مثل رؤساء سوريا وروسيا.
ويبقى التساؤل حول مدى تأثير غابارد في هذا الدور، إذ يتفاوت نفوذ منصب مدير الاستخبارات الوطنية من إدارة إلى أخرى. رغم أن هذا المنصب يُعدّ الأعلى في منظومة الاستخبارات الأميركية منذ تأسيسه في 2005، إلا أن وكالة الاستخبارات المركزية تظل صاحبة الثقل الأكبر داخل المجتمع الاستخباراتي بفضل قدراتها الواسعة في جمع المعلومات وتحليلها. وقد اختار ترامب مدير الاستخبارات السابق جون راتكليف لإدارة الوكالة.
أشاد ترامب بغابارد في بيان أعلن فيه اختيارها، قائلاً: “أعلم أن تولسي ستجلب روح الشجاعة التي ميزت مسيرتها المشرّفة إلى مجتمع الاستخبارات لدينا، وستدافع عن حقوقنا الدستورية وتسعى لتحقيق السلام من خلال القوة.”
ساهمت غابارد في إعداد ترامب للمناظرة التي جمعته بنائبة الرئيس كامالا هاريس في سبتمبر، حيث قالت في مقابلة مع قناة CNN: “إذا كان بإمكاني مساعدة الرئيس ترامب بأي طريقة، فإنني سأشارك تجربتي معها على منصة المناظرة عام 2020، وتوضيح بعض الطرق التي أظهرت فيها كامالا هاريس ميلاً للتراجع عن سجلها ومواقفها.”
تربط غابارد علاقات مع حلفاء ترامب، مثل ستيف بانون، الذي قال في بيان: “أحضرت العقيد غابارد للقاء الرئيس المنتخب ترامب في نوفمبر 2016 من أجل دور في الإدارة، ولم ينجح الأمر حينها، لكننا الآن نملك أحد أقوى المدافعين عن سياسة ’أمريكا أولاً‘ لتولي قيادة مجتمع الاستخبارات الخارج عن السيطرة والمدمر.”
خلال حملتها الرئاسية عام 2020، قدمت غابارد نفسها كمحاربة ضد التدخلات العسكرية الأميركية، وقد دخلت في مناظرات حادة مع هاريس خلال مناظرات الحزب الديمقراطي، حيث انتقدت هاريس مواقف غابارد في السياسة الخارجية، بينما انتقدت غابارد سجل هاريس في العدالة الجنائية.
كما اتخذت غابارد مواقف تتعارض مع السياسة الخارجية الأميركية، مثل لقائها بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق عام 2017، وتصريحها عام 2019 بأنه “ليس عدواً للولايات المتحدة.”
وقالت بعد لقاء الأسد في 2017: “عندما أتيحت لي فرصة لقائه، قمت بذلك لأنني أعتقد أنه إذا كنا نهتم حقاً بمساعدة الشعب السوري وإنهاء معاناته، فيجب أن نكون قادرين على لقاء أي طرف قد يساهم في تحقيق السلام.”
حتى وهي عضو في الحزب الديمقراطي، شاركت غابارد بعض ميول ترامب الانعزالية، مثل دعمها لانسحاب القوات الأميركية من سوريا، رغم قولها في مناظرة ديمقراطية إن “ترامب لا يتصرف كوطني.”
وفي أوائل عام 2022، كررت غابارد بعض مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا، معتبرة أن إدارة بايدن تتحمل جزءاً من المسؤولية لعدم اعترافها بـ”المخاوف الأمنية المشروعة لروسيا بشأن انضمام أوكرانيا للناتو”، وهو موقف شائع لدى بعض الأوساط اليمينية.
وقالت غابارد عبر منصة X في فبراير 2022: “كان بالإمكان تجنب هذه الحرب والمعاناة إذا كانت إدارة بايدن والناتو قد اعترفا بالمخاوف الأمنية المشروعة لروسيا بشأن انضمام أوكرانيا للناتو، مما يعني وجود قوات أميركية/الناتو على حدود روسيا.”
وخلال حملتها الرئاسية في 2019، أشارت هيلاري كلينتون إلى أن روسيا قد تكون “تدعم” غابارد كمرشحة لحزب ثالث