أكد الرئيس الأمريكي أنه على الاتحاد الأوروبي الالتزام بشراء الطاقة الأمريكية بقيمة 350 مليار دولار ليتمكن من الحصول على إعفاء من التعريفات الجمركية التي فرضها. كما رفض ترامب اقتراح بروكسل بفرض تعريفات “صفر مقابل صفر” على السيارات والسلع الصناعية.
تصريحات ترامب، التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، جاءت كرد على ما ذكرته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في وقت سابق من اليوم. حيث أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي اقترح إلغاء الرسوم الجمركية على السيارات والسلع الصناعية الأمريكية إذا قام ترامب بخطوة مشابهة.
وعندما سأله أحد الصحفيين عما إذا كان العرض الأوروبي كافيا لتغيير موقفه، أجاب ترامب: “لا، ليس كذلك”.
وأضاف: “لدينا عجز تجاري مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 350 مليار دولار، وسينتهي ذلك بسرعة”.
وتابع قائلا: “إحدى الطرق السهلة والسريعة للتخلص من هذا العجز هي أن يلتزموا بشراء طاقتنا.. يمكنهم الشراء، وسنتمكن من إلغاء العجز البالغ 350 مليار دولار في أسبوع واحد. عليهم أن يشتروا ويلتزموا بشراء كمية مماثلة من الطاقة”.
وجاء عرض فون دير لايين بعد أن فرض ترامب الأسبوع الماضي رسوما تصل إلى 20% على منتجات الاتحاد الأوروبي، ورسوما لا تقل عن 10% على شركاء تجاريين آخرين.
وقد تسببت هذه الخطوة في خسائر ضخمة للأسواق المالية حول العالم، حيث شهدت الأسهم الأوروبية يوم الاثنين أكبر تراجع يومي لها منذ بداية جائحة كوفيد-19.
وأشار ترامب أيضا إلى أن “الكثير من الناس يقولون إن الفائض التجاري لا يعني شيئا، لكنه في رأيي يعني الكثير. إنه يشبه بيان الربح والخسارة.”
هذه التصريحات أدلى بها ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جاء إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الزعيم الجمهوري والسعي للحصول على إعفاء من الرسوم الأمريكية.
وعقب الاجتماع، كرر ترامب انتقاده للاتحاد الأوروبي، لكنه أعرب عن استعداده للتوصل إلى اتفاق إذا التزم الاتحاد بخفض العجز التجاري من خلال شراء كميات أكبر من الطاقة الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أن اقتراح شراء الطاقة الأمريكية لتفادي الرسوم ليس بالأمر الجديد، فقد اقترحت فون دير لايين مباشرة بعد إعادة انتخاب ترامب بدء مفاوضات لشراء كميات أكبر من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.
إلا أن صحيفة “بوليتيكو”، أفادت بأن الولايات المتحدة لم تقدم أي توضيح حول كيفية تنفيذ هذا الاتفاق المحتمل.
“حواجز غير نقدية”
وعندما سئل يوم الاثنين عما إذا كانت الرسوم التي فرضها تعتبر “تكتيكا تفاوضيا أم أنها ستكون إجراءات دائمة”، أجاب ترامب: “يمكن أن تكون الرسوم دائمة، أو يمكن أن تكون جزءا من المفاوضات، لأن هناك أمورا نحتاجها تتجاوز مسألة الرسوم فقط”.
وأكد قائلا: “إذا تمكنا من الوصول إلى صفقة عادلة ومفيدة حقا للولايات المتحدة، وليس صفقة مفيدة للآخرين، فهذا هو مبدأ ’أمريكا أولا‘. نحن الآن نضع أمريكا أولا”.
وفي وقت لاحق من المؤتمر، تم سؤال ترامب عن وجود دولتين أو ثلاث على قائمته قد تقترب من تخفيض الرسوم، فأجاب بالإشارة إلى الاتحاد الأوروبي قائلا: “الاتحاد الأوروبي. على الرغم من أنهم عاملونا بشكل غير عادل، إلا أنهم قاموا فعليا بتخفيض رسوم السيارات لديهم. أعتقد أنهم خفضوها إلى 2.5%، وربما إلى صفر”.
كما أشار إلى رغبته في أن يقوم التكتل بتقليص معاييره التنظيمية ليسمح بدخول عدد أكبر من المنتجات الأمريكية إلى أسواقه، واصفا الإجراءات الأوروبية المعنية بالسلامة بأنها “حواجز غير نقدية”.
وقال: “إنها رسوم خفية، يضعونها من خلال أنظمة تجعل من المستحيل تقريبا بيع سيارة… إنهم يضعون معايير واختبارات معقدة فقط لسبب واحد: منعك من بيع منتجك في تلك الدول. ولن نسمح بحدوث ذلك. هذه تسمى عوائق غير نقدية”.
وأشار ترامب إلى السبب وراء مواقفه من خلال استرجاع ذكريات الفترة التي كانت فيها الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة مرتفعة جدا.
قال: “أنتم تعلمون أن بلادنا كانت الأقوى بين عامي 1870 و1913”. وأضاف: “هل تعرفون السبب؟ لأن اقتصادنا كان يعتمد بالكامل على الرسوم الجمركية، ولم تكن لدينا ضريبة دخل. لكن في عام 1913، جاء أحد ’العباقرة‘ بفكرة فرض الضرائب على شعبنا بدلا من تحميلها على الدول الأجنبية التي تستنزف اقتصادنا”.