نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما ورد في مجلة “لوبوان” الفرنسية بشأن زيارته المحتملة إلى موسكو في 9 أيار/مايو المقبل، ولقائه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع الاحتفالات السنوية التي تنظمها روسيا بمناسبة “يوم النصر”، ذكرى هزيمة النازيين عام 1945.
وكانت المجلة الفرنسية قد ذكرت أنّ وجود ترامب إلى جانب بوتين في مدرجات موسكو خلال العرض العسكري قد لا يكون فقط لإحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية، بل أيضًا للاحتفال بانتصار آخر، وهو نجاح مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، التي تسعى خطة مبعوث ترامب، كيث كيلوغ، لإتمامها بحلول 9 أيار/مايو.
وأضافت “لوبوان” أن هذا التاريخ قد يشكل لحظة رمزية لانتصار بوتين، الذي طالما برر غزوه لأوكرانيا بحجة “مكافحة النازية”، في إشارة إلى مزاعمه حول الحكومة الأوكرانية.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الزيارة، إن تمت، ستكون رسالة ذات دلالات سياسية قوية، إذ أن ترامب، الذي سبق أن وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”، سيقف إلى جانب بوتين في اليوم الذي يعتبره الكرملين انتصارًا على “النازيين الجدد” في أوكرانيا، على حد زعم موسكو.
سابقة تاريخية أم سياق مختلف؟
والآ وبعد أن نفى ترامب مشروع الزيارة نفيا قاطعيا، فإن الخطوة لو تأكدت، ما كانت لتكون الأولى من نوعها لرئيس أمريكي.
فقد سبق أن لبى الرئيس الأسبق بيل كلينتون دعوة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين لحضور احتفال 9 أيار/مايو عام 1995، بمناسبة مرور خمسين عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد سقوط جدار برلين.
إلاّ أن السياق السياسي اليوم مختلف تمامًا، إذ كانت هذه الزيارة ستأتي وسط حرب مستمرة في أوكرانيا، وتحولات جيوسياسية كبرى، ما يجعلها، إن تمت، خطوة غير مسبوقة من رئيس أمريكي تجاه الكرملين، في ظل العداء الغربي المتصاعد ضد موسكو.
لقاء مرتقب وخطط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
أجرى الرئيسان ترامب وبوتين مكالمة هاتفية في 12 شباط/فبراير، ناقشا خلالها إمكانية تبادل الزيارات بين البلدين. وبالتزامن مع ذلك، صرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قبل أسبوع، بأن بوتين سيكون سعيدًا باستقبال ترامب بموسكو في 9 أيار/مايو إذا تم اتخاذ القرار المناسب.
من جانبها، تُشير صحيفة “فاينانشيال تايمز”، نقلًا عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، أن هناك خططًا بين ترامب وبوتين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بحلول عيد الفصح (20 نيسان/أبريل) أو 9 أيار/مايو، وهو ما قد يشكل أساسًا للاحتفال المشترك الذي أشارت إليه مجلة “لوبوان”.
مع الإشارة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار موسكو بالفعل، ما قد يشير إلى تحركات دبلوماسية متسارعة خلف الكواليس لإنهاء الحرب أو على الأقل للتوصل إلى اتفاق أولي.