توجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى فلوريدا يوم الجمعة لعقد عشاء عمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ناديه الخاص “مارا لاغو”، وسط تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الكندية والمكسيكية.

اعلان

تأتي هذه التهديدات ضمن مساعي ترامب للضغط على كندا والمكسيك لوقف ما وصفه بـ”تدفق المخدرات والمهاجرين” عبر الحدود. وتشمل هذه الرسوم، حال فرضها، جميع المنتجات المستوردة من البلدين، مما قد يضر بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا ويهدد اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.

عشاء عمل مطول وقضايا محورية

وصف مصدر مطلع العشاء الذي استمر ثلاث ساعات بأنه “إيجابي وشامل”، حيث تناول قادة البلدين قضايا التجارة، وأمن الحدود، والفنتانيل، والدفاع، وأوكرانيا، والناتو، والصين، وخطوط الأنابيب. كما نوقشت الاستعدادات لاجتماع مجموعة السبع الذي سيعقد في كندا العام المقبل.

ورغم الانتقادات التي وجهها ترامبلترودو خلال ولايته الأولى، ووصفه له بـ”الضعيف وغير الأمين”، تظل العلاقات بين البلدين من الأقرب على مستوى العالم. ويُعد ترودو أول زعيم من مجموعة السبع يزور ترامب بعد فوزه في انتخابات نوفمبر.

مخاوف كندية من التصعيد

أعرب ترودو قبل الاجتماع عن قلقه من أن فرض الرسوم سيؤثر سلبًا على الاقتصاد الكندي والأمريكي على حد سواء، مشيرًا إلى أن رفع الضرائب على المنتجات الكندية، مثل البطاطس، سيزيد من تكاليف المعيشة للأمريكيين. وأكد أن الحكومة الكندية تعمل على تجنب التصعيد من خلال الحوار المباشر مع ترامب.

وقال ترودو: “سنوضح أن هذه الإجراءات لن تضر فقط بكندا، بل ستضر أيضًا بالمستهلكين والصناعات الأمريكية”. وأضاف أن كندا مستعدة لاتخاذ إجراءات انتقامية إذا لزم الأمر، كما فعلت في عام 2018 عندما فرضت رسومًا على واردات أمريكية ردًا على ضرائب ترامب على الصلب والألمنيوم.

التحديات الحدودية والمخدرات

رغم انتقاد ترامب لتدفق المهاجرين والمخدرات من كندا، تشير البيانات إلى أن حجم المشكلة على الحدود الكندية أقل بكثير مقارنة بالحدود المكسيكية. ففي العام الماضي، صادرت السلطات الأمريكية 43 رطلًا من الفنتانيل عند الحدود الكندية، مقابل 21,100 رطل عند الحدود المكسيكية.

أكد المسؤولون الكنديون أن مساواة بلادهم بالمكسيك أمر غير عادل، لكنهم أبدوا استعدادهم لزيادة الاستثمار في أمن الحدود، لضمان استمرار التعاون مع واشنطن.

تعتمد كندا على الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لها، حيث يمر عبر الحدود بين البلدين نحو 3.6 مليار دولار كندي (2.7 مليار دولار أمريكي) يوميًا من السلع والخدمات. كما أن كندا هي المزود الرئيسي للولايات المتحدة بالنفط الخام والعديد من المعادن الحيوية، مما يعكس الترابط الاقتصادي الوثيق بين البلدين.

وصف محللون التهديدات الجمركية بأنها قد تكون ورقة ضغط يستخدمها ترامب للتأثير على الرأي العام، خاصة أنه معروف باتخاذ قرارات مبنية على التوجهات الإعلامية. ومع ذلك، يأمل قادة البلدين في تجاوز هذه الأزمة من خلال الحوار، والحفاظ على العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين قوية ومستقرة.

المصادر الإضافية • أب

شاركها.
Exit mobile version