كانت الشرطة قد بدأت عملية إخلاء النشطاء البيئيين المتحصنين في منازل قرية لوتزيرات صباح أمس الأربعاء.
تواصل الشرطة الألمانية، اليوم الخميس، إخراج المتظاهرين من قرية لويتزيرات، التي قررت السلطات هدمها بالكامل لإفساح المجال أمام توسيع منجم للفحم.
وأظهرت لقطات مصورة لوكالة أسوشيتيد برس، إخراج عناصر الشرطة للنشطاء البيئيين من مبنى كانوا يعتصمون فيه، بينما كان آخرون يتنقلون على أسطح المنازل ويضيئون المشاعل.
وقال رئيس شرطة المنطقة ديرك وينسباتش، الذي تتولى قوته مسؤولية إخراج المتظاهرين، في حديث لتلفزيون زد دي إف المحلي إن “أكثر من 200 ناشط غادروا الموقع طواعية حتى الآن”.
وأضاف: “من المقرر الانتهاء من إخراج الجميع من القرية اليوم الخميس، قبل أن يعود العمل في المشروع المُرتقب”.
وكانت الشرطة قد بدأت عملية إخلاء النشطاء البيئيين المتحصنين في منازل القرية صباح أمس الأربعاء.
ما قصة هذه القرية؟
وتثير قضية قرية لويتزيرات جدلاً بيئياً واسعاً في ألمانيا، على خلفية المشروع الذي تنوي البلاد تنفيذه لزيادة إنتاجها من الطاقة.
ورفض المحتجون البيئيون الثلاثاء الماضي الاستجابة لحكم قضائي يمنعهم فعلياً من دخول المنطقة، فقام البعض بحفر الخنادق وبناء الحواجز في محاولة لمنع الآلات والجرافات من الوصول إلى القرية.
وأشارت الدراسات إلى أنه يمكن استخراج حوالي 110 مليون طن من الفحم من أسفل القرية المذكورة، وهو ما دفع السلطات في البلاد للعمل على هدم منازل البلدة.
ووفق الحكومة، فإن هذا الفحم ضروري لضمان أمن الطاقة في ألمانيا، والذي تقلص بسبب قطع إمدادات الغاز الروسي بسبب غزو أوكرانيا.
حكم قضائي سابق
وخلال المشاركة في التحرك، قالت مايا رولبرغ، وهي طالبة تبلغ من العمر 26 عامًا سافرت من جنوب ألمانيا للانضمام إلى الاحتجاجات: “لا أحد يريد أن يكون هنا في البرد الآن للدفاع عن غابة أو قرية”.
وأضافت: “لكني أعتقد أن الناس أدركوا أن عليهم القيام بذلك من أجل حماية الأجيال المقبلة”.
من جهته، قال شتيفان بوش، والذي يعمل في الإدارة الرسمية للمنطقة، إنه يتعاطف مع أهداف المتظاهرين، لكنه شدد على أنه “حان الوقت للتخلي عن القرية المهجورة”.
وغادر آخر سكان القرية عام 2022، بعد أن أجبر على بيع منزله لشركة الطاقة الألمانية “RWE”.
وقال بعض نشطاء المناخ إن القانون في نهاية المطاف إلى جانبهم، مستشهدين بحكم صدر عام 2021 عن المحكمة العليا في البلاد والذي أجبر الحكومة على تكثيف جهودها لخفض الانبعاثات الملوثة.