هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) فوزه بالانتخابات التشريعية التي جرت اليوم الأحد، في حين أقر المستشار الحالي أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) بالهزيمة.

اعلان

وفي اول تعليق له، أكد مرشح الحزب لمنصب المستشار فريدريش ميرتس، إن حزبه يدرك حجم التحديات وما تحتاجه ألمانيا، ولفت إلى أن المحافظين سيعملون على تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة التحديات التي تواجهها البلاد.

وفي كلمة ألقاها من برلين، قال ميرتس “سنحتفل الليلة، وسنبدأ العمل اعتبارا من الغد. العالم لا ينتظرنا”. 

واستبعد ميرتس أي تحالف حكومي مع حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، مؤكدا التزامه بخطوط حمراء سياسية وأخلاقية.

يبلغ ميرتس من العمر 69 عاما، وكان يتصدر استطلاعات الرأي بشكل مستمر منذ خسارة شولتز تصويت الثقة في ديسمبر الماضي، مما أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة. 

ماذا نعرف عنه؟

أصبح ميرتس، الذي كان في السابق منافسا لأنجيلا ميركل، رئيسا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في يناير 2022، وتم تعيينه مرشحا للحزب لمنصب المستشارية في سبتمبر من العام نفسه.

وسعى ميرتس إلى تحويل الحزب نحو سياسات أكثر تحفظا، مع التركيز على قضايا مثل الحد من الهجرة غير الشرعية، مما أثار جدلا واسعا. 

وفي يناير الماضي، طرح اقتراحا يدعو إلى تشديد قواعد الهجرة، بما في ذلك مراقبة الحدود وزيادة عمليات الترحيل، على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه بأن هذه الإجراءات قد تتعارض مع قوانين اللجوء الألمانية والأوروبية.

خلفية سياسية واقتصادية

درس ميرتس القانون وعمل كمحام قبل أن ينتقل إلى السياسة. انضم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي خلال سنوات دراسته، وتم انتخابه لعضوية البرلمان الأوروبي في عام 1989، ثم انتقل إلى البرلمان الألماني في عام 1994. 

وبعد صراع على السلطة مع أنجيلا ميركل، قرر ترك السياسة والعمل في القطاع الخاص، حيث شغل مناصب قيادية في شركات مثل بلاك روك وHSBC ترينكهاوس وبوركهارت، كما عمل في مجالس إدارة شركة إرنست ويونغ ألمانيا وفريق كرة القدم بوروسيا دورتموند.

عاد ميرتس إلى السياسة بعد أكثر من عقد، وحاول تحويل الحزب نحو سياسات أكثر تحفظا اجتماعيا وداعمة للأعمال التجارية. 

وقد انتقد بشدة السياسات الاقتصادية لحكومة شولتز، معتبرا أنها السبب وراء الركود الاقتصادي الحالي في ألمانيا. وهو يدعم تخفيض الإعانات الاجتماعية وتقليص العمالة الحكومية، بالإضافة إلى تخفيض الضرائب، رغم المخاوف من تأثير ذلك على الإيرادات الحكومية.

السياسة الخارجية والمواقف الدولية

في مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي، أكد ميرتس على ضرورة أن تلعب ألمانيا دورا قياديا أكبر في الاتحاد الأوروبي، وتعهد بدعم أوكرانيا وانضمامها إلى حلف الناتو. كما أبدى تأييده لتعزيز التعاون الأوروبي في مواجهة التحديات الأمنية العالمية.

وفور صدور النتائج الأولية، سارع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى تقديم التهنئة لفريدريش ميرتس وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU).

 وأشاد ترامب بالنتائج، معتبرا أنها تعكس رغبة الشعب الألماني في التغيير بعد سنوات من السياسات التي وصفها بـ”غير المنطقية”، خاصة في مجالات الطاقة والهجرة.

وقال ترامب “شعب ألمانيا، مثلنا، سئم من الأجندات غير العقلانية التي سادت لسنوات طويلة. هذا يوم عظيم لألمانيا، وكذلك للولايات المتحدة الأمريكية التي يقودها السيد المسمى دونالد ترامب”. وأضاف: “تهانينا للجميع، وهناك المزيد من الانتصارات قادمة”.

اعلان

حياته الشخصية

ميرتس متزوج وأب لثلاثة أطفال. وهو معروف بحبه للطيران، حيث يمتلك طائرتين خاصتين يقودهما في أوقات فراغه.

مستقبل ألمانيا تحت قيادة ميرتس

مع فوز الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يتجه ميرتس لتولي منصب المستشارية في وقت تواجه فيه ألمانيا تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة. 

وستكون مهمته الأولى تشكيل حكومة قادرة على التعامل مع هذه التحديات، مع الحفاظ على التوازن بين السياسات المحافظة والالتزامات الأوروبية والدولية.

شاركها.
Exit mobile version