وقع سجال حاد في البرلمان اللبناني، بعدما شهدت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية انقسامًا حول أحقية انتخاب العماد جوزيف عون، لما قد يشكله ذلك من مخالفة دستورية. وحدثت مشادة كلامية بين النائبة بولا يعقوبيان والنائب سليم عون، تبادلا خلالها الشتائم، ووصل الأمر إلى حد الطعن بالشرف.
تخللت الجلسة البرلمانية الأولى مداخلات من عدة نواب، اعترض بعضهم على انتخاب عون رئيسًا، مستندين إلى مخالفة ذلك للدستور اللبناني الذي يمنع موظفي الفئة الأولى، كالقضاة وقائد الجيش، من تولي الرئاسة وهم في مناصبهم، استنادًا إلى المادة 49 من الدستور.
ووقفت النائبة المستقلة والصحفية السابقة بولا يعقوبيان لترد على المعترضين قائلة: “الانتهاك الدستوري الفعلي هو الفراغ الرئاسي الذي يعيشه لبنان منذ أكثر من سنتين”، مشيرة إلى أن النواب المعارضين يستخدمون المادة كذريعة للتلكؤ عن انتخاب عون الذي يمتلك “كل المؤهلات” لتولي المنصب.
وأضافت يعقوبيان مستنكرة: “أود أن أصدق أن هناك حرصًا على الدستور، لولا أن الأحزاب نفسها هي التي خرقته”، مشيرة إلى الفساد المستشري في النظام اللبناني.
وأثناء حديثها، قاطعها النائب عن حزب التيار الوطني الحر سليم عون قائلاً: “أنتِ غطيتي رئيس حكومة مخطوف وجايّة تحاضري بالعفّة”، لافتًا إلى ما يعتبره اللبنانيون “نقطة سوداء في مصداقيتها”.
ففي عام 2017، وأثناء عملها كصحفية، أجرت يعقوبيان مقابلة مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، في ظل شائعات عن احتجازه، وحاولت حينها الترويج للأجواء بوصفها طبيعية، مكذبةً الحديث الدائر عن اختطافه آنذاك.
وبعد عام، صرحت يعقوبيان بأنها كذبت في مقابلتها مع الحريري، قائلة إنه كان محتجزًا فعلًا وربما تعرض لإهانات. ولا تزال هذه الواقعة تُستخدم ضدها من حين لآخر، كما حدث في الجلسة اليوم، إذ قال سليم عون إنها “يجب ألاّ تحاضر بالعفة”، وأضاف: “هي الكاذبة .. وهذا عهر”.
وردت يعقوبيان عليه قائلة: “تفو عليك يا واطي، إنت وتيارك بلا شرف وبلا أخلاق، وأنا ما بقبل جيب سيرة أمك أو أختك”. وأضافت أنها كانت توجه انتقادًا سياسيًا بالأساس، معربة عن استنكارها لتعرضه لها بشكل شخصي.
وقد أثارت هذه المشادة الكلامية الفوضى في وقت حساس يمر به لبنان. وطلب رئيس مجلس النواب نبيه بري شطب ما حصل من المحضر، متدخلًا لتهدئة الجلسة، لكنه قال ليعقوبيان: “بتدوري على الشر دوارة”، أي أنها غالبا ما تقصد إثارة المشاكل، على حد قوله.
وليست هذه المرة الأولى التي تسود فيها الفوضى في البرلمان اللبناني، الذي يصفه البعض في بلاد الأرز بأنه “مدرسة المشاغبين”، حيث يتحول كل “عرس ديمقراطي” إلى “قرص” باللكنة اللبنانية الدارجة.