بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أفاد تقرير سنوي صادر عن الأمم المتحدة بأن عام 2024 شهد رقماً قياسياً في عدد الأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة حول العالم، مع ارتفاع بنسبة 25% في عدد الحوادث المسجلة مقارنة بالأعوام السابقة.

وكشف التقرير السنوي لمجلس الأمن الدولي حول الأطفال والنزاع المسلح أن 22,495 طفلاً تعرضوا لقتل أو إصابة أو حرمان من الدعم الإنساني أو تجنيد في النزاعات المسلحة خلال عام 2024. كما سجل ارتفاعاً بنسبة 44% في الهجمات على المدارس و35% في حالات العنف الجنسي ضد الأطفال.

وقالت فرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح: “هذا يجب أن يكون نداء استيقاظ. لقد بلغنا مرحلة لا عودة منها. الأطفال الذين يعيشون وسط النزاعات يتم حرمانهم من طفولتهم”، مؤكدة أن الحكومات والمجموعات المسلحة تتجاهل بشكل متزايد الحماية الدولية التي ينص عليها القانون الدولي للأطفال دون الثامنة عشرة من العمر.

ووثق التقرير 41,370 حادثة انتهاك بحق الأطفال، منها 5,149 حالة وقعت في أعوام سابقة لكن تم التحقق منها في 2024. وشملت 4,856 حادثة في قطاع غزة، نفذتها بشكل رئيسي قوات الأمن الإسرائيلية، بما فيها عمليات قتل وإصابات ومنع إصدار تصاريح العلاج الطبي. كما أكد التقرير استخدام 22 فتياً فلسطينياً كدروع بشرية من قبل القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وخمس حالات في الضفة الغربية المحتلة.

كما أشار التقرير إلى زيادة ملحوظة في معدلات العنف ضد الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودولة الصومال ونيجيريا وهايتي.

ووصف التقرير هذا العدد بأنه الأعلى منذ بدء الأمم المتحدة في جمع البيانات وتوثيقها في عام 1996. وأشار إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يتعرضون لأكثر من انتهاك واحد، من 2,684 حالة في 2023 إلى 3,137 حالة في 2024، خاصة في الحالات التي تتضمن الاختطاف والتجنيد والعنف الجنسي.

ردود الفعل الدولية

وحذّرت هيلين باتينسون، الرئيس التنفيذي لمنظمة “وور تشيرد” (War Child UK)، من خطورة الوضع، قائلة إن “اعتبار هذا المستوى من العنف ضد الأطفال طبيعياً يعني قبولنا بتدمير إنسانيتنا الجماعية”، داعية الحكومات إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه المأساة.

ومن جهتها، حذّرت إنجير آشينغ، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “غيت ذا تشيلدرن” الدولية (Save the Children International)، من أن “العنف الجنسي ضد الأطفال في النزاعات أصبح يُستخدم كوسيلة علنية ومعلنة في خوض الحروب”، مشددة على ضرورة التعامل معه بنفس الجدية التي يُعامل بها السلاح والمتفجرات.

الإحصاءات الإضافية

ومن بين أكثر من 4,000 حادثة تم تسجيلها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كانت أكثر من نصفها تتضمن تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة.

كما سجل عام 2024 ارتفاعاً بنسبة 35% في العنف الجنسي ضد الأطفال، بلغ نحو 2,000 حالة. أكثر من ربع هذه الحالات سُجلت في هايتي، بما في ذلك 406 حالات اغتصاب و160 حالة اغتصاب جماعي. وشملت الدول الأخرى 419 حالة عنف جنسي في نيجيريا و358 حالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية و267 حالة في الصومال.

أعرب التقرير عن القلق البالغ إزاء الزيادة “الدراماتيكية” في حالات الاغتصاب الجماعي واختطاف الفتيات للرق العبودية الجنسية، مؤكداً أن العنف الجنسي ضد الأطفال أصبح أداة متعمدة في النزاعات المسلحة، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً وفعّالاً لحماية الأطفال ومساءلة الجناة.

شاركها.
Exit mobile version