بقلم: يورونيوز
نشرت في •آخر تحديث
صعّدت إيران من لهجتها التصعيدية حيال الولايات المتحدة، ملوّحة باستهداف القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط في حال اندلاع أي نزاع عسكري، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً متجدداً على خلفية الملف النووي الإيراني.
وأكد وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، الأربعاء، أن بلاده “تمتلك القدرة على الوصول إلى جميع القواعد الأميركية في المنطقة”، محذّراً من أن “جميع تلك القواعد ستكون في مرمى النيران الإيرانية من دون تردد، في حال اندلاع مواجهة”. وأضاف: “نأمل أن تنجح المحادثات وألا تصل الأمور إلى هذا الحد”.
يأتي هذا التحذير في وقت دفع فيه الغرب، وتحديداً كل من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بمشروع قرار أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يدين إيران على خلفية عدم تعاونها مع الوكالة، وتسريعها إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة المطلوبة للأسلحة النووية.
ومن المقرر أن يصوّت المجلس المؤلف من 35 دولة على مشروع القرار خلال جلسة في مقر الوكالة في فيينا مساء الأربعاء، وسط تحذيرات من تبعات التصعيد، وإشارات إلى إمكانية إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي ما لم تغيّر طهران من نهجها خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار القرار إلى أن إيران لم تحترم التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، ولم تتعاون بالشكل المطلوب مع الوكالة الدولية رغم “النداءات المتكررة”. وأعرب المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، عن قلقه قائلاً: “من دون تعاون كامل وفعّال من إيران، لن تتمكن الوكالة من التأكد من الطابع السلمي البحت لبرنامجها النووي”.
في المقابل، اعتبر المندوب الإيراني الدائم لدى الوكالة، رضا نجفي، أن التقرير الأخير “يفتقر إلى أسس متينة، ويستند إلى قضايا قديمة”، متهماً الدول الغربية بالسعي إلى “تسييس” الملف النووي الإيراني. وأضاف: “إيران ستردّ بشكل حازم إذا تم اعتماد القرار”.
وتزامن هذا التوتر مع جولة جديدة مرتقبة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن هذا الأسبوع، وهي الجولة السادسة منذ أبريل/نيسان، في محاولة لإحياء اتفاق 2015 الذي انهار بعد انسحاب واشنطن منه عام 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الاولى.
وبينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، تتّهمها قوى غربية وإسرائيل بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران بشدة. وفي حال أُقرّ القرار ضدها، هدّدت السلطات الإيرانية بتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما قد يزيد من تعقيد مسار التفاوض ويقرّب المنطقة أكثر من حافة التصعيد.