عاد اليوم آلاف الفلسطينيين، بخطوات مثقلة بالألم، إلى ما تبقى من منازلهم في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ليبحثوا بين الركام عن بقايا حياة سُلبت منهم لأكثر من عام تحت وطأة القصف الإسرائيلي العنيف.

اعلان

ومع بدء سريان وقف إطلاق النار، الذي تأخر ثلاث ساعات بسبب خلافات حول قوائم الأسرى، عاد النازحون إلى المخيم ليجدوا أنفسهم وسط أنقاض منازلهم، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية في القطاع.

المشهد في جباليا، كما وثّقته اللقطات التي نشرتها وكالة وفا، كان شاهداً على حجم الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية المتكررة، والتي حوّلت المخيم إلى أطلال وسط معاناة إنسانية هائلة.

جباليا بين التاريخ والمأساة الحالية

يقع مخيم جباليا شمال مدينة غزة، ويعد من أبرز معالم النكبة الفلسطينية عام 1948. المخيم الذي يأوي أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني، كان تاريخياً محوراً للحركات الوطنية الفلسطينية.

فمنه انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987، ولعب دوراً بارزاً خلال الانتفاضة الثانية عام 2000. وخلال الحروب السابقة على غزة، كان المخيم ملاذاً للنازحين من المناطق الحدودية مثل بيت لاهيا وبيت حانون.

تعرض المخيم لاستهداف مكثف من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، شمل توغلات برية وقصفاً جوياً ومدفعياً. وكان مسرحاً لدمار شامل، حيث أظهرت صور جوية أن أحياء كاملة دُمرت، في ما وصفته صحيفة “فايننشال تايمز” بأنه “محو تام للمخيم”.

هذه الكارثة جاءت في ظل حصار مشدد تسبب بنقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، بينما كانت محاولات إيصال المساعدات شبه مستحيلة. وفي الحرب الأخيرة، لم يعد المخيم قادراً على توفير الحماية حتى لسكانه، بعدما شهد استهدافاً مباشراً ودماراً واسعاً للبنية التحتية والمنازل والمنشآت المدنية.

وبات مخيم جباليا، الذي كان رمزاً للصمود الفلسطيني لعقود، شاهداً على واحدة من أعنف الحروب التي عصفت بقطاع غزة، حيث فقدت آلاف العائلات مأواها، وبرزت الحاجة إلى جهود إغاثية عاجلة لاحتواء هذه المأساة.

شاركها.
Exit mobile version