بقلم: يورو نيوز
نشرت في
وقالت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني إن تدفقات المياه إلى البحيرة خلال موسم الأمطار الأخير لم تتجاوز 45 مليون متر مكعب، أي ما يعادل نحو 13% فقط من المعدل السنوي المعتاد البالغ 350 مليوناً. ويقارن هذا الانخفاض الحاد بتدفقات العام الماضي التي بلغت 230 مليون متر مكعب.
ووفقاً للمصلحة، فإن كمية المياه المتبقية حالياً في البحيرة تُقدّر بنحو 61 مليون متر مكعب، لكنها غير صالحة للاستعمال بسبب نسب التلوث المرتفعة، ما يفاقم من خطورة الوضع.
وقال رئيس المصلحة، سامي علوية، إن لبنان مرّ بأعوام جافة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، لكنه شدد على أن “هذه السنة هي الأكثر جفافاً على الإطلاق”. وأظهرت مشاهد مصورة من طائرة مسيّرة تقلّصاً كبيراً في مساحة البحيرة، وتشققات واضحة في التربة، وموتاً للنباتات المحيطة.
وأضاف علوية أن محطات الطاقة الكهرومائية المرتبطة بحوض الليطاني توقفت عن العمل نتيجة هذا التراجع، ما تسبب في خسائر مالية كبيرة، وأجبر مؤسسة كهرباء لبنان على اتخاذ إجراءات لترشيد توزيع الكهرباء.
وأوضح أن الأزمة ناجمة عن عاملين رئيسيين: الانخفاض الكبير في نسبة المتساقطات، والضغط المتزايد على المياه الجوفية.
وفي دراسة حديثة للمصلحة، حُمّل الاحترار المناخي وتغير أنماط الطقس مسؤولية تكرار مواسم الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما أدى إلى فقدان رطوبة التربة وانخفاض معدل تغذية طبقات المياه الجوفية.
وامتد تأثير الأزمة إلى إمدادات المياه المنزلية، حيث خفضت السلطات عدد ساعات الضخ في بعض المناطق من 20 ساعة يومياً إلى أقل من 10 ساعات. كما يعاني مزارعو سهل البقاع، المنطقة الزراعية الخصبة المحيطة بقرية القرعون، من نقص المياه وتراجع الكهرباء اللازمة لتشغيل أنظمة الري.
من جانبها، أعلنت سوزي حويك، مستشارة وزارة الطاقة والمياه، عن إطلاق حملة توعية وطنية خلال عشرة أيام تستهدف الحد من استهلاك المياه. وقالت: “أهم ما نحتاجه حالياً هو إدارة رشيدة للطلب”.