بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

ذكرت إذاعة فرنسا الدولية، في تقرير أعدّه الصحفيان سيمون سوبيو وأنجيليك بوين، ونُشر الاثنين 8 أيلول/سبتمبر 2025، أن أجهزة حكومية فرنسية لم ترصد حتى الآن أي “حملة تدخل أجنبية واسعة ومنسقة” مرتبطة بتعبئة 10 سبتمبر/أيلول تحت شعار “لنوقف كل شيء”، لكنها سجلت “محاولات انتهازية” مصدرها إيران والجزائر وروسيا عبر الشبكات الرقمية والإعلامية.

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر حكومية متخصصة في المجال الرقمي أن مئات الحسابات المزيّفة، خصوصًا على منصة “إكس”، مرتبطة بـ”البيئة الإيرانية أو الروسية”، عملت على تضخيم وسوم مثل #10septembre2025 و#MacronDémission بهدف استغلال السياق الاجتماعي والسياسي الحساس في فرنسا.

وأشار التقرير إلى شبكة من الحسابات المزيّفة ذات صلة بإيران، بينها حساب لشابة تحمل اسم إيفا ماسون أُعيد تفعيله في نيسان/أبريل الماضي، ويستخدم صورة ملف شخصيّة ولّدتها تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتم تحديد حسابات مشابهة تحمل أسماء فلور موريل وآنا بلان وآفا لون، وجميعها تروّج لمحتوى متقارب يدعو إلى “البلوكاج” أو إلى استقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

دور وسائل إعلام أجنبية

إلى جانب الحسابات الإلكترونية، رصدت السلطات الفرنسية “أنشطة تأثير” من وسائل إعلام قريبة من حكومات في أذربيجان، روسيا، تركيا، إيران والجزائر. ولفت التقرير إلى أن مواقع مثل “Caliber” الأذربيجاني و”Alfadjr” الجزائري نشرت مواد إعلامية عن “تراجع شعبية ماكرون” و”احتمال دخول فرنسا في حالة فوضى”، مع عناوين تتحدث عن “فرنسا المحاصَرة” أو “الانهيار الاجتماعي”.

ونقلت إذاعة فرنسا عن مصدر حكومي قوله: “ما نراه ليس تدخلًا مباشرًا، بل هو تأثير. إنه يظهر في مقالات تسلّط الضوء على الأزمة السياسية وتلمّح إلى سيناريوهات فوضوية داخل فرنسا”.

حركة داخلية بامتياز

مع ذلك، شدد التقرير على أن التعبئة المقررة في 10 سبتمبر تظل في جوهرها حركة محلية داخلية، يقودها ناشطون فرنسيون عبر شبكات مثل “Les Essentiels” أو مجموعات “Indignons Nous” على تطبيقي تلغرام وسيغنال.

وكانت منصة “Visibrain” المتخصصة بتحليل توجهات وسائل التواصل الاجتماعي قد وصفت الظاهرة في نهاية آب/أغسطس بأنها “Astroturfing” أي نشر واسع لمحتوى معيّن بهدف التأثير على النقاش العام. لكنها أوضحت أن المبادرة تبقى إلى حدّ كبير نابعة من مشهد يساري أو يساري متطرف فرنسي.

التعبئة المرتقبة

التحرك، الذي يقوده مجموعة “Bloquons Tout” بدعم من بعض النقابات مثل “CGT” و”SUD” وأحزاب يسارية، يهدف إلى “شلّ فرنسا” عبر الإضرابات والاحتجاجات. وتتوقع أجهزة الاستخبارات الإقليمية مشاركة نحو 100 ألف شخص، مع احتمال استهداف مواقع استراتيجية في النقل والطاقة والصناعات الدفاعية.

ورغم أن محاولات التضخيم الأجنبي تبقى “تحت المراقبة”، ختم أحد الخبراء بالقول إن تأثيرها المباشر على حجم التعبئة لا يزال محل تساؤل، مضيفًا: “الموضوع أصبح وطنيًا في فرنسا، حاضرًا في الإعلام، ولا يحتاج بالضرورة إلى دفع خارجي إضافي”، وفق ما نقل تقرير إذاعة فرنسا.

شاركها.
Exit mobile version