اعلان

شهد السكن الجامعي في مدينة حمص موجة من التوتر الطائفي المتصاعد، بدأت بتجمعات لطلاب أطلقوا هتافات طائفية ضد زملائهم من محافظة السويداء المنتمين للطائفة الدرزية.

ووفق شهادات عيان حصلت عليها يورونيوز، فإن الخلاف بدأ بين مجموعة من طلاب السويداء وآخرين من محافظات مختلفة، تطور بعد ساعات إلى هجوم عنيف على خلفية اتهامات غير مؤكدة بنشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأحد أبناء مدينة السويداء يتضمن إساءة لنبي الإسلام محمد.

الروايات التي نقلها شهود العيان تشير إلى أن مجموعة من الطلاب بدأت برفع الهتافات الطائفية والتكبيرات، ثم انتقلت إلى البحث عن طلاب السويداء داخل الغرف الجامعية. وقد أقدموا على إطلاق النار في الهواء وعلى أبواب الغرف، بالإضافة إلى أعمال عنف أخرى شملت الاعتداء بالسكاكين، حيث تعرض أحد الطلاب للطعن في ظهره وآخر في رأسه.

كما أكد الشهود أن المتورطين منعوا الطلاب من الخروج أو حتى التوجه إلى الحمام، مع استمرار الهتافات الطائفية والتهديدات بتنفيذ عمليات قتل وحشية.

تدخل الأمن العام

وبعد نحو نصف ساعة من التوتر المتصاعد، تدخلت قوات الأمن العام لإنهاء الاشتباكات التي امتدت إلى باحة السكن الجامعي، حيث كانت هناك دعوات واضحة لتحريض طائفي واستهداف الأقليات السورية.

وأفادت المصادر بأن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق التجمعات، قبل أن تقوم بتفتيش هواتف بعض الطلاب وإجبارهم على حذف أي تسجيلات أو مقاطع مصورة للأحداث.

إصابات ومغادرة الطلاب

ونقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين قررت غالبية طلاب السويداء مغادرة السكن الجامعي صباح اليوم التالي، مدفوعين بمخاوف جدية من تنفيذ التهديدات التي تم تداولها خلال الأحداث.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا توثق الاعتداءات، وسط تقارير تشير إلى أن أحد المتورطين في هذه الأعمال كان قد شارك في ارتكاب مجازر طائفية في الساحل السوري الشهر الماضي.

تصريحات مدير السكن الجامعي

من جهته، أكد مدير السكن الجامعي في حمص خالد جمعة، أن الأمن العام تمكن من اعتقال عدد من المتورطين، من بينهم شاب متهم بنشر فيديو تحريضي على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الأمور عادت إلى “وضعها الطبيعي” بعد تدخل الأمن، موضحًا أن المشكلة لم تستمر لأكثر من نصف ساعة.

وقال المدير في تصريحاته: “الطلاب أخوة أينما كانوا، ومن جميع المحافظات السورية. نحن هنا للتعليم وليس للطائفية”. وأضاف أن الأمن العام سيبدأ اعتبارًا من اليوم التالي عملية تفتيش دقيقة للغرف للبحث عن الممنوعات والأسلحة.

تصاعد الهجمات الطائفية في حمص

وتشهد مدينة حمص، ذات التنوع الديموغرافي والثقافي، موجة غير مسبوقة من الهجمات الطائفية التي تستهدف بشكل رئيسي أبناء الطائفة العلوية. وعلى الرغم من خطورة هذه الأحداث، فإن الجهات الرسمية لم تصدر أي بيانات توضح خلفيات هذه الجرائم أو تقدم إجابات شافية حول ما يجري على الأرض.

ففي الأيام الأخيرة، سُجلت عدة حوادث قتل على خلفيات طائفية، طالت فئات مختلفة من المجتمع، بما في ذلك ذوي حاجات خاصة وشبان جامعيون. وأثارت هذه الحوادث صدمة بين الأهالي، حيث يتم استهداف الضحايا بشكل مباشر دون سابق إنذار أو وجود دوافع واضحة. ومن بين الحالات الموثقة، تعرض بعض الشبان لإطلاق نار أثناء عودتهم إلى منازلهم، بينما تم اختطاف آخرين قبل العثور على جثثهم لاحقًا في مناطق مهجورة.

غياب البيانات الرسمية

وعلى الرغم من تصاعد وتيرة هذه الهجمات، لم تصدر السلطات أي بيانات رسمية تتناول هذه المجازر أو توضح أسبابها. هذا الصمت الرسمي زاد من حالة القلق والتوتر بين السكان، خاصة أبناء الطائفة العلوية الذين باتوا يشعرون بعدم الأمان في مناطقهم التقليدية. كما أن غياب الإجراءات الأمنية الواضحة لحماية المواطنين أثار تساؤلات حول قدرة المؤسسات المعنية على احتواء الموقف.

شاركها.
Exit mobile version