استؤنفت محادثات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب29) في العاصمة الأذربيجانية باكو، وسط دعوات ملحة لتجاوز الخلافات والوصول إلى اتفاق شامل يضمن تقديم التمويل المالي للدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية.

اعلان

وفي افتتاح الأسبوع الثاني من المحادثات، شدد سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، على ضرورة “ترك المسرحيات والتركيز على العمل الجاد”. وقال: “لن نتمكن من تحقيق الأهداف ما لم تُظهر الأطراف استعدادها للتقدم بشكل متوازٍ، ما يقرّبنا من أرضية مشتركة. أثق في قدرتنا على إنجاز هذا العمل”.

من جهته، أكد مختار باباييف، رئيس مؤتمر كوب29، على أهمية دور الساسة في تحقيق نتائج عادلة وطموحة. وقال في مؤتمر صحفي: “إن على السياسيين تسخير ما لديهم من قوة من أجل التوصل إلى اتفاق عادل وطموح. يجب أن تفاعلوا بشكل فوري وبناء”.

وتركز المحادثات في كوب29 على تمويل المناخ، وتبرز الخلافات بين الدول حول المبالغ اللازمة لدعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة والتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة. وقد طالبت مجموعة من الدول النامية بتوفير 1.3 تريليون دولار، بينما لم تحدد الدول الغنية أي مبلغ حتى الآن.

وفي هذا السياق، أوضح فوبكي هوكسترا، مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، أن تكلفة التحرك الآن تعتبر أقل بكثير من تكلفة التقاعس لاحقاً. وقال: “سنواصل قيادة الجهود ونبذل أكثر من نصيبنا العادل، لكن على الدول الأخرى تحمل مسؤوليتها أيضاً، بناءً على نموها الاقتصادي وما يصدر عنها من انبعاث”.

من جانب آخر، عبرت تيريزا أندرسون، المديرة العالمية للعدالة المناخية في منظمة أكشن أيد، عن شكوكها إزاء نيات الدول الغنية. وقالت: “يبدو أن الضغط لإضافة الدول النامية كمساهمين ماليين ليس لزيادة الأموال المخصصة للبلدان المتضررة، بل لتقليل التزامات الدول الغنية. وهذا ليس الحل الصحيح للأزمة المناخية المتفاقمة”.

ووسط هذه الخلافات، دعت رايتشل كليتوس، المنتمية لاتحاد العلماء المهتمين، إلى ضرورة التحرك سريعاً، مؤكدة أن “تريليون دولار سيكون بمثابة صفقة رابحة بعد خمس أو عشر سنوات، عندما نرى تكاليف الكوارث التي كنا نستطيع تجنبها”.

وفي خطوة ملموسة، أعلن كل من وزير المناخ الألماني روبرت هابيك ونظيره البريطاني إد ميليباند عن تقديم حوالي 1.3 مليار دولار لدعم الدول النامية في التحول إلى الطاقة النظيفة. وعلق هابيك قائلاً: “الدول الصناعية ملتزمة بتمويل المناخ، ونعمل أيضاً على جذب المزيد من المستثمرين والمانحين لتوسيع قاعدة الدعم”.

وفي الوقت عينه، تتابع الأنظار الاجتماعات التي يعقدها قادة مجموعة العشرين في البرازيل، حيث تبرز التغيرات المناخية كواحدة من القضايا الرئيسية على جدول الأعمال. وأكد باباييف أن تحقيق الأهداف المناخية العالمية يعتمد بشكل كبير على قرارات هذه الدول.

ومع استمرار المحادثات، يأمل النشطاء أن تؤدي هذه الضغوط إلى اتخاذ قرارات حاسمة. يقول هارجيت سينغ، مدير المشاركة العالمية في مبادرة معاهدة الوقود الأحفوري: “لا يمكن لدول مجموعة العشرين تجاهل انبعاثاتها التاريخية. عليها الالتزام بتوفير تريليونات الدولارات في التمويل العام”.

في باكو، يواصل المراقبون والنشطاء الضغط على الوفود، بينما تبقى الأنظار معلقة على ما إذا كانت هذه القمة ستثمر عن اتفاق يغير مسار الأزمة المناخية المتفاقمة.

شاركها.
Exit mobile version