بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

في الأيام الماضية، دقّت 109 منظمات إغاثة ناقوس الخطر، من بينها منظمتَي “أنقذوا الأطفال” و”أطباء بلا حدود”، مؤكدة أن غزة تسجّل معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، نتيجة السيطرة الإسرائيلية على دخول الغذاء والمساعدات، ما أدى إلى نقص كارثي في الإمدادات.

ولفت البيان المشترك للمنظمات إلى أن 875 شخصاً قضوا حتى 13 تموز/يوليو خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، محمّلًا إسرائيل مسؤولية منع توصيل المساعدات إلى القطاع.

من جانبه، صرّح مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المجاعة في غزة هي نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية. أما برنامج الأغذية العالمي، فأعلن أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يجد طعامًا لأيام، مؤكدًا أن “المساعدات الغذائية وحدها قادرة على وقف المجاعة”.

وقد دفع هذا التصعيد الإنساني الخطير عددًا من الدول الغربية إلى اتخاذ مواقف أكثر حدّة تجاه إسرائيل، والتنديد بسياساتها في القطاع، خصوصًا ما يتعلّق بمنع المساعدات وترويع المدنيين الجوعى.

كندا: إسرائيل تنتهك القانون الدولي

أدان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الحكومة الإسرائيلية بسبب ما وصفه بفشلها في منع الكارثة الإنسانية في غزة، واتهمها بانتهاك القانون الدولي عبر منع تسليم المساعدات المموّلة من كندا.

ودعا كارني إلى وقف فوري لإطلاق النار، مكررًا دعوته لحماس بالإفراج عن الرهائن، ومطالبًا إسرائيل باحترام وحدة الأراضي الفلسطينية.

وجدد التأكيد على دعم كندا لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية سيشارك في مؤتمر رفيع المستوى تنظمه الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل لمناقشة هذا المسار.

أستراليا: الوضع كارثي

شدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الجمعة على ضرورة السماح العاجل بوصول المساعدات إلى غزة، واصفًا الوضع بـ”الكارثة الإنسانية”.

وقال: “لا يمكن الدفاع عن رفض إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، وبينهم أطفال يبحثون عن الماء والغذاء”.

ودعا إلى عدم عرقلة عمل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مطالبًا بإلغاء أي خطط للتهجير القسري للفلسطينيين.

كما أكد دعم بلاده لوقف إطلاق نار دائم وحل الدولتين، وقال: “حتى نصل إلى ذلك، يجب بذل كل جهد الآن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء التجويع”.

المملكة المتحدة: كارثة إنسانية لا توصف

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنّ الوضع في غزة “خطير منذ زمن، لكنه بلغ أعماقًا جديدة”.

وفي بيان له، أدان ستارمر الظروف “التي لا يمكن الدفاع عنها”، معتبرًا أن “ما نشهده كارثة إنسانية”.

وأعلن عن اجتماع طارئ سيجريه اليوم الجمعة مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا، لمناقشة خطوات تضمن وصول الغذاء لمن هم بأمسّ الحاجة إليه.

فرنسا: نحو اعتراف بدولة فلسطينية

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية، واصفًا ذلك بـ”التزام تاريخي لتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط”.

كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتحرير الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية، إلى جانب نزع سلاح حماس وضمان إعادة إعمار غزة، معلنًا أنه سيقدّم إعلانًا رسميًا بهذا الشأن في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أدانت العملية الإسرائيلية الأخيرة وسط غزة، معتبرة أنها تُسرّع من تدهور الوضع الإنساني المهدد بالمجاعة.

وطالبت باريس إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، والسماح بدخول المساعدات والصحافيين إلى القطاع فورًا.

ومع تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، يبدو أن المواقف الغربية بدأت تأخذ منحى أكثر صراحة في تحميل إسرائيل مسؤولية ما وُصف بـ”المجاعة المتعمّدة”. فهل يكون هذا التحول مقدّمة لتحرك دولي ملموس؟

شاركها.
Exit mobile version