دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يوم الأربعاء إلى زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي، مؤكداً أن “أوروبا كانت وما زالت وستظل عظيمة”، مطالبا بوقف الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية، وذلك في خطاب وُصِفَ بالحماسي، أمام البرلمان الأوروبي.
وشدد توسك على ضرورة تسليح أوروبا لضمان بقائها، قائلاً: “إذا كان لأوروبا أن تنجو، فيجب أن تكون مسلحة”، وقال أيضا إن ذلك ليس خياراً، بل هو ضرورة موضحاً أن بولندا، “التي عانت أكثر من غيرها في أوروبا من ويلات الحرب، تدرك جيداً أهمية القوة والتسلح والعزيمة لتجنب تكرار مآسي التاريخ”.
وفي سياق حديثه عن التمويل العسكري، اقترح توسك إمكانية إصدار ديون على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهو مقترح تؤيده بولندا وفرنسا، في حين تعارضه ألمانيا وهولندا.
وأكد أن الطريقة المتبعة لتمويل مشاريع الدفاع الأوروبية المشتركة ليست مهمة بقدر أهمية تحقيق الهدف النهائي.
وتطرق توسك إلى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، معتبراً أن “زمن الراحة قد انتهى”، داعياً إلى النظر إلى الإدارة الجديدة كتحدٍ إيجابي للاتحاد الأوروبي.
وذكّر بأن بلاده تتصدر دول الناتو في الإنفاق الدفاعي بنسبة متوقعة تبلغ 4.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025.
يشار إلى أنّ ترامب كان قد قال خلال حملته الانتخابية، إنه سيشجع روسيا على “فعل ما يحلو لها” ضد دول الناتو التي لا تنفق أكثر من 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.
وفي تحول لافت، انتقد توسك بشدة “الاتفاق الأخضر” الأوروبي، محملاً بعض اللوائح البيئية التي تم تقديمها خلال السنوات الخمس الماضية مسؤولية ارتفاع أسعار الطاقة.
وحذر من أن ارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى إسقاط حكومات منتخبة ديمقراطياً، داعياً المشرعين إلى التخلي عن “العقائد والأيديولوجيات الصارمة، لصالح المنطق السليم”.
وفي المقابل، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التزامها بخفض أسعار الطاقة مع الحفاظ على الأهداف الأصلية للاتفاق الأخضر، مشيرة إلى أهمية تحقيق كلا الهدفين بالتوازي.