رغم الحرب المستمرة على قطاع غزة، وتداعياتها على الإسرائيليين الذين هاجروا بأعداد كبيرة وغير مسبوقة إلى الخارج، ثمة عدد من اليهود الأمريكيين يسبحون ضد التيار. فقد آثرواالهجرة العكسية وهاهم يروون لصحيفة ”واشنطن بوست“ الأسباب التي دفعتهم لمغادرة الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
تذكر الصحيفة أن أكثر من 11,700 أمريكي تقدموا بطلبات للاستقرار في إسرائيل، وتستوجب هذه الطلبات إثبات يهودية الأشخاص أو انتمائهم إلى أصول يهودية. كما تُشير إلى أن عدد هؤلاء الوافدين الجدد آخذ في الازدياد.
ما الذي يدفعهم إلى المغادرة؟
نشأت يوشيفيد روتنبرغ في منزل يهودي ولكنها نأت بنفسها عن الدين في سن المراهقة. بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، غادرت إلى إسرائيل، وتستعد لتصبح رسميا من حملة جنسية الدولة العبرية. ومثل العديد من اليهود الأمريكيين، تحاول يوشيفيد فهم ما تعنيه اليهودية بالنسبة لها، وقد بدأت في ممارسة شعائر السبت مرة أخرى.
أما عائلة شلاختر، فقد رغبت بالذهاب إلى إسرائيل لكي يتعلّم الأبناء الصغار اللغة العبرية، وأراد ديف وزوجته أن يكون لأطفالهما علاقة بهذا البلد. وديف الذي لطالما دعم إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، شعر بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أن العيش هناك سيضمن لعائلته راحة أكبر.
وبالنسبة لفوبي رينهولد البالغة من العمر 19 عامًا والمنحدرة من نيوجيرسي، فهي تخطط للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي بنفسها في كانون الأول/ ديسمبر. وعلى الرغم من أنها تشعر ”بالغثيان الشديد“ عندما ترى الصور ومقاطع الفيديو التي تصور الوضع والضحايا في غزة، إلا أنها تعتقد أن لإسرائيل الحق في شن الحرب.
”اليهود ينجذبون إلى أمتهم عندما تكون مهددة”، بحسب تعبير ياعيل كاتسمان، المتحدثة باسم منظمة “نيفش بنيفيش” الإسرائيلية التي تعمل على تشجيع الهجرة اليهودية. وتتابع في حديثها لصحيفة ”واشنطن بوست“: ”يؤكد بعضهم أن معاداة السامية المتزايدة في الولايات المتحدة جعلت خيارهم أسهل”.
وعلى الرغم من ذلك، غادر إسرائيل نحو 40 ألف شخص في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، بالإضافة إلى قرابة الـ 55 ألف شخص في العام 2023، وفق ما كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست”، والتي أشارت إلى أن إسرائيل خسرت قوى عاملة كبيرة بسبب موجة الهجرة تلك.