بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب شرقي أفغانستان مطلع الأسبوع إلى أكثر من 2200 قتيل، وفق ما أعلن متحدث باسم حكومة طالبان، الخميس، فيما تعرقل التضاريس الجبلية الوعرة وصول فرق الإنقاذ والإغاثة إلى القرى المنكوبة.

الزلزال الذي بلغت شدته 6 درجات وقع مساء الأحد في منطقة جبلية نائية، ما أدى إلى تسوية قرى كاملة بالأرض ودفن السكان تحت الأنقاض. وكانت ولاية كونار الأكثر تضرراً، حيث يعتمد معظم السكان على بيوت مبنية من الطين والخشب على ضفاف الأودية شديدة الانحدار.

ووفقاً لتقرير أصدرته منظمة الإغاثة الإسلامية الخميس، فقد تضرر أو دُمر نحو 98% من مباني الولاية، ما جعل عشرات الآلاف بلا مأوى.

ناجون تحت السماء المفتوحة

محمد، أحد الناجين، روى أن الانهيارات الأرضية التي أعقبت الزلزال دفنت منزله ومواشيه وممتلكاته، قائلاً: “كل الصخور انهمرت من الجبل، بالكاد أنقذت أطفالي… العيش هناك أصبح مستحيلاً.”

ويقيم محمد حالياً في مخيم طبي تابع للأمم المتحدة في منطقة نورغل، حيث قال إن الناجين يعيشون بلا مأوى وتحت السماء المفتوحة.

عمليات إنقاذ معقدة وسط تضاريس وعرة

المتحدث باسم طالبان، حمد الله فطرت، أكد أن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، مشيراً إلى نصب خيام للناجين وإيصال مساعدات أولية بشكل عاجل.

لكن وعورة المنطقة تزيد الوضع تعقيداً، إذ استعانت السلطات بمروحيات وأنزلت قوات خاصة من الجيش جواً للوصول إلى العالقين، فيما يضطر عمال الإغاثة إلى السير لساعات وسط الانهيارات الصخرية للوصول إلى بعض القرى.

أزمة تمويل تفاقم الكارثة

وتواجه وكالات الإغاثة تحدياً إضافياً يتمثل في نقص التمويل. فقد أوضح المجلس النرويجي للاجئين أن عدد موظفيه تقلص إلى 450 فقط هذا العام، مقارنة بـ1100 موظف خلال زلزال 2023، كما لم يتبق لديه سوى مستودع واحد خالٍ من المخزون الطارئ.

وقال ميسم شافعي، مسؤول الاتصال بالمجلس: “لدينا فقط 100 ألف دولار لدعم الاستجابة الطارئة، ما يترك فجوة تمويلية قدرها 1.9 مليون دولار. الناس بحاجة الآن، وأي تمويل لاحق قد يستغرق أسابيع.”

في المخيم الطبي الأممي بمنطقة نورغل، أكد الطبيب شمشير خان أن الإمكانيات غير كافية: “لا الأدوية تكفي ولا الخدمات. الناس بحاجة إلى مزيد من الدواء والخيام والطعام ومياه الشرب النظيفة. هم يتألمون بشدة.”

ويأتي هذا الزلزال المدمر في وقت تعاني فيه أفغانستان أصلاً من جفاف شديد، واقتصاد ضعيف، فضلاً عن عودة مليوني لاجئ من الدول المجاورة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

شاركها.
Exit mobile version