في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين القوى الكبرى، تظهر رغبة كوريا الشمالية جلية في مواكبة التطورات العسكرية والاحتفاظ بموقعها كلاعب أساسي على الساحة العالمية، حيث دعا زعيمها كيم جونغ أون إلى بناء جيش قوي و”معاصر” لمواجهة أي حرب، وذلك خلال زيارته إلى أكاديمية كانغ كون العسكرية.
زيارة زعيم بيونغيانغ تأتي في الوقت الذي تشهد فيه الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدًا لافتًا، توازيًا مع الحديث حول المفاوضات، خاصة وأن حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتوانَ عن تقديم يد العون لموسكو في كورسك، حسبما تفيد مزاعم كييف وواشنطن وغيرها من الدول.
وقبل تواجده في الأكاديمية العسكرية، زار كيم أيضًا جامعة كيم إيل سونغ للسياسة، وهي مؤسسة أخرى لتدريب كوادر النخبة، ودعا إلى “الولاء والتضحية العسكرية”، ما يضع علامات استفهام حول النية من التصريحات.
من جهتها، قالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إن الزيارات التفقدية السابقة التي قام بها الوريث الثالث للعائلة الحاكمة قد تكون جزءًا من الاستعدادات لإرسال المزيد من الجنود إلى روسيا.
وانتقد زعيم بيونغيانغ، خلال زيارته الأخيرة للأكاديمية العسكرية، سوء إدارة وتشغيل المرافق التعليمية في الأكاديمية، قائلاً إنها فشلت في تلبية سعي الحزب الحاكم إلى “الحداثة والطابع المتقدم” في بناء جيش قوي، حسبما نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية.
وأفادت الوكالة أن الرئيس أوعز للمسؤولين بالقيام بعدد من الإجراءات بغية التطوير والتحديث، إذ حدد مهام تجديد المنشآت وتكثيف التعليم الذي يركز على الممارسة العملية حتى يتعرف الطلاب على “التجارب الفعلية للحرب الحديثة”، وإتقان الأسلحة والمعدات التقنية المتطورة.
وقال كيم: “إن الوضع الدولي الحالي، الذي تتجلى فيه الطبيعة العدوانية للإمبريالية بشكل علني في التاريخ، وتصبح فيه الحرب وسفك الدماء أمرًا شائعًا، يتطلب من القوات المسلحة التعامل مع الحرب بشكل مثالي”.
في هذا السياق، حذر مسؤولون في سيول من أن بيونغيانغ قد تستغل توريد الأسلحة والقوات للقتال في روسيا لزيادة الخبرة في ساحة معركة حديثة.